برقية الحياة

 

فاطمة أمير حجاج

 

"يا حُلوتي انتبهي فالنار التي بداخلي قد تؤذيكِ ولا تحاولي الهرب مني فأنا الدنيا، أنا مصيرك المحتوم، ولا تجتهدي عبثًا لإطفاء هذه النيران، فمن لعب مع النار حرقته، أليس هذا ما يحدث مع الجميع، وكأنها الرسالة المُعتادة التي ترسلها لنا الدنيا بعد أن بثت سمومها ولعبت الأقدار دورها وعجز الإنسان عن شيء ولقد سُميَ الإنسان لِنسيانه ولكن ها هو الآن يقف مُنكساً رأسه عاجزاً.

 أي نسيان ولقد بَرِحته سُنن الحياة أرضاً.

 سنن الحياة التي ستُفرَضُ مهما هربت وللتطبيق صَبرٌ لا يطاقُ، ولكن هل تعجز؟ هل تقف مكبلة الأيدي لا تفعل شيئا غير الاستسلام؟ وهل برأيك خُلقت لتكن هكذا؟

عد لوعيك واستحضر جوارحك بأكملها فما سوف يُقال ما هو إلا بَرقِيَةُ تُلخص لك هذه الحياة، تُلخص لك قواعد اللعبة:

ما بي أراك مهموماً؟

هل أذتك الحياة يا صديقي؟

هل أرتك جانبها الأشد قسوةً؟ أم أنها فتحت أبواب العذاب أمامك تستقبلك بنار من هشيم، أم أنها تعرض لك كم أنت سيئ الحظ؟

أياً كان ما رأيته، هل تعتقد أنها تبالي بك أو بحالك!! إنها فقط ترمي أوراق لعبها وتذهب، هي واثقة من فوزها، ولكن ماذا سيحدث لو ارتطمت أوراقها وأصبحت ضدها وانهارت القواعد وزلزل ثباتُها ماذا سيحدث إذا كنت أنت المتحكم، أنت من تقول متى تحزن ومتى تفرح ومتى تنكسر ومتى تكن قوياً كالحديد!

ولكن ستأتي اللحظة التي تنتبه فيها حواسك ويصل الشعور إلى أوصالك ويتردد في رأسك سؤال واحد

هل غاب عن عقلك؟ هل غاب من خلق كل شيء، هو من قدر الأقدار ودبر الأمور، هو من خلق الحياة وبإشارة يُفنيها ومن عليها.

أتجزع ورب الكون معك؟ "

تعليق عبر الفيس بوك