في قلب الحدث

 

وداد الإسطنبولي

عندما يأتيك هاجس الكتابة، يتحتم عليك أن تنصاع للمراسيم الإلهامية السامية، فهي ومضات إبداعية لابد أن تلتقطها، وذلك بأن تستل قلمك من غمده، وتدون الفكرة الحالمة قبل أن تذهب منك سدى، فاغتنام الفرص أمر جليّ، وكذلك اغتنام الفكرة الجيدة أمر حتمي.

رأيت ذلك اللون الناري يشع في ناظري، فانسابت أفكاري إليه، لأبرز تلك الصورة التي ببساطة جسدها صاحب المؤسسة، لتحقيق ما يدور في مخيلته، على خطوات واضحة ليُحقق هدفاً منشوداً. بكل صراحة، قد كانت بدايتي في النشر في عدة جرائد، وإن لم يكن نشري فيهن بصورة مُستمرة، ولكن كان لهن الدور الرئيسي في النهوض بقلمي، فبيئة النشر كانت ولازالت محفزة وداعمة لظهور قلمي، وقد كنت عطشى لخوض غمار ركب الكتابة، وكانت بنات أفكاري حبلى لذلك الركب، والحمد لله وجدت ضالتي في نهاية الأمر.

ومن منطلق، من لا يشكر النَّاس لا يشكر الله، يجدر بي الإشارة إلى أن دربنا دائمًا يحتوي على محطات مهمة تضيف إلينا الشيء الكثير، وتملأ مسيرة حياتنا، بل وتكون مخزوناً للارتقاء بأفكارنا، وتطور ذواتنا ومهاراتنا. هذه الإضافات التي امتلأ قلبي يقيناً بوجودها، كجريدة إلكترونية مرئية أو مقروءة، لها الانتشار الكبير في استيعاب الكتابات وتكريس المواهب والأقلام الكتابية، ودائماً أجدها في قلب الحدث، شعرت بسلسبيل الراحة في نشر خطوطي على إطلالتي شبه الأسبوعية على قرائها، فكانت نقطة انطلاقتي منها، وأجد تلك المساحة الواسعة مفتوحةً لي متى ما خطَّ قلمي، وعُد عتاده للجاهزية لها، وإن غاب، يجد من يهد هده يذكره بغيابه، فيفيق نشطاً لذلك الاهتمام، لكونك من أصحاب الدار.

فلا أفكر ولو ببصيص أن يوماً سأفارق "رؤيتي"، وإن كان الفراق مرهوناً بنهايتنا فهذا ما لا نستطيع التحكم به.

خاتمة القول: أشكر كل عتبة وقفت عليها، وارتفعت بها لعتبات الوصول، ومن قلمي (والميم باء) الشكر والامتنان لرئيس التحرير المكرم القدير الأستاذ حاتم الطائي، وإدارته وإضاءاته المستنيرة للكتابات، ليجعل جريدة الرؤية مكاناً خاصًا ومتألقًا في دهاليز نفسي.

-------------

راقت لي:

"قلمي (والميم باء)"

ومضات

آهٍ صامتة

تسلل إلى أعماقها، من حديث عابر، أغمضت عينيها وهي ترى نفسها تحلق في عالم آخر.

بدأ سيناريو أحداثه يسرد حواراته، وملامحه المضيئة، وهمسه، وقوالب جديدة بألوان مختلفة مبهجة.

فتحررت من قيد النظام بداخلها، وفق ما يسرها ويسعدها.

تدندن بصوتٍ حالمٍ ليسمع هذا السراب أغنيتها، تفتح عينيها تبحث عنه، فتغيب في آهٍ صامتة.

*********

ومضة 1:

بكل سهولة، تعمد هجري، ويومي معه كون شهري، وعمري بينه يجري..

قال: ما فات مات..

أضع إصبعي بين حاجبيه ساخرة، الآن يهمك أمري.

ومضة 2:

حاولت جاهدة انتزاع شيء ما، وعجبني أمر تصميمها، فوجدتُ أنَّ بين الدمع ورقص الابتسام، يتجمد الكلام، وخز شعرت به عميقا في أنحاء جسدي.

خرساء!! اختارت دفء الكلمات عن إعلانها.

تعليق عبر الفيس بوك