الوليد الهنائي.. سيبقى ذكركُ عطرًا نقيًا

 

هُدى بنت سالم الحوسنية

ودعت عُمان فجر الجمعة الخامس عشر من ذي القعدة، الخامس والعشرون من يونيو، الدكتور الوليد بن سعيد الهنائي المدير العام السابق للمُديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، ليخرج جُثمانًا مُغطّى بنور أعماله من مصلّى الوطن ومصلى المدارس التي كان يُيسّر طريقها، ويُمهّد لها القادم، ويستبشر بالآتي منها بيقظته، وبصيرته، وتوقد ذهنه، وصواب تفسيره، وفهمه لحقائق الأمور، وحكمته التي لا تكاد تنفصل عن السداد والصلاح، تشهدها مدارس المدن والمدارس الجبلية في ظفار، ويذكرها كل طريق شاقٍ كان يسلكه بإنسانيته وحُبه وحزمه وإخلاصه في عمله، يخرج جثمانه مع رذاذ الخريف في صباحات ظفار التي كان يُحييها بتحية السلام والوئام، مُصافحًا أعلام مدارسها، وشغف مُعلميها، وأحلام تلاميذها.

لطالما كرَّر على مسامعنا كمُعلمات ومُعلمين، وهيئة إدارية تعليمية بشكل عام: "لابُدّ من الجهد لأجل الوطن"، وأن ليس لنا إلّا ما نسعى له في سبيل رفعة عُمان وتأييد سلطانها، فقد أخذ من حبه للوطن قوة عظيمة في مسيرته كمدير عام للتربية في محافظة ظفار؛ ليجعلها مسيرة تشهد اليوم أنها لا تُحمل مع النعش ولا تُدفن؛ فَفِيها من الرؤية ما يُزيح الظلمة، ويسدّ الثغر، ويمحو الجهل، وفيها من التقدم ما يفتح نوافذ جديدة يدخل منها الوعي وصلاح الفكر، وفيها من التجديد ما تستقيم به الكثير من أحوال التعليم.

نُشهِد الله أنَّه حمل الأمانة كقائدٍ حازمٍ مُلهمٍ مُحبٍ، حمل على عاتقه دومًا العمل على رفعة الوطن والسعي لسُّموه والارتقاء به.

سيبقى ذكركَ عطرًا نقيًا، ووجودكَ الراحل جوهرًا لامعًا نقلب به صفحاتك كمُعلمٍ، ومديرٍ، ومدرسة من مدارس الأخلاق التي بنت في غرف العلم طموحًا شامخًا، وأعلت هممًا كالجبال، ونهضت بعزم الطالب والمعلم وولي الأمر، الذي يبكي إحسانك إلى رعيتك، ويعزي نفسه وأبناءه ووطنه على رحيلك، فإنِّا لله وإنِّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

تعليق عبر الفيس بوك