صدور كتاب "قصة نجاح" لعزيز عربي ساجت

 

مسقط - الرؤية

صدر عن دار المتنبي للترجمة والطباعة والنشر لصاحبها الأديب العراقي" هيثم نافل والي " كتاب قصة نجاح للناقد العراقي المغترب في ألمانيا عزيز عربي ساجت وهو يتناول أعمال الكاتب هيثم نافل والي ويضعها تحت مجهر النقد الأدبي الرصين، الذي عمل عليه مدة طويلة فاقت الثلاث سنوات متواصلة ليصل إلى النتائج المرجوة من بحثه ودرسه هذا، جاء في مدخل كتابة:

"في كل قصة نجاح، هناك شخص اتخذ قراراً شجاعاً" وَنيستون تشرشل.

كي نضع النقاط فوق الحروف، حان الوقت لنكتب باهتمام أكثر وفي عرضٍ مُبسط عن تجربة القاص والروائي العراقي هيثم نافل والي على هذا النوع من الكتابة الذي يحاور الواقع بأبطاله وأدواته من خلال مجموعاته القصصية الخمسة ورواياته الستة المعلنة، ولفترة أمدها خمس عشرة سنة من الكتابة والتدوين، كونه بذل عصارة جهده وتفكيره أخذت من صحته وراحته ووقت عائلته مأخذاً كبيراً في إنجاز تلك المجموعات الأدبية الرائعة . كان حلمه وهمه الأكبر بعيد المنال لكنه نال مراده ووصل إليه وتحقق له ما أراد وهذا هو قمة النجاح في حياته.

عند قراءتي لمجمل كتابات الأديب هيثم والي القصصية والروائية، والتي تتضمن مجموعاته القصصية الخمسة المعلنة: (الموتى لا يتكلمون، الهروب إلى الجحيم، عجائب يا زمن، من داخل الزنزانة، موت على رصيف الغربة)، أما رواياته الستة المعلنة فكانت (أنهر بنت الرافدين، طاعون الشرق، الوهم، العودة، امرأة من الشرق، الخناس)، وجدتُ فيها تناغم واختلاف، والاختلاف يصنع التَميز . نرى القصص القصيرة الأولى تكون أطول وأكثر سردية وهناك أشياء فيها نوع من المبالغة والتهويل والسرد الإضافي، ويمتاز النوع الأول بصعوبة فهم ما يريد أن يقول، أو نقول معقدة شيئاً ما، وفي مقوماتها طابع فلسفي بحت . أما النوع الثاني من القصص تكاد تكون بسيطة ومفهومة وواضحة الدلالة، تمتاز بأسلوبها الجميل، وفيها نوع من النضج الأدبي الذي يمتاز به الكاتب، أما رواياته المعلنة عبارة عن حلقات متسلسلة الأزمنة متكاملة ومريحة للقارئ، كما أرى فيها حالة التمازج الأليف بين حالته النفسية وفكرته الوجدانية، أي أنه يمتلك حالتان متلازمتان أحدهما مادية والأخرى ذهنية، فيها كثير من العقل وقليل من العاطفة.

لعل ما يمتاز به الكاتب شفافيته وتجربته وتحولاتها رفدت كل منهما الآخر لتشكل منه الثلاثي، قاص، وروائي، وكاتب مقالة ناجح . كنِتاج واضح لخلفيته الثقافية والفكرية الواسعة ومتابعته السديدة، كموسوعي . كما قال الكاتب خيري منصور في "هرمونيا كتابية وأسلوب مفعم بالحياة والحرية": (.. انه يمارس مهنته كالدليل الثقافي . فقد تجد أنك تُبحر معه في رحاب الأفكار النيرة، نقاطاً جديدة في أقاصي العالم والتأريخ والثقافة في آن واحد) . هيثم نافل والي كاتبٌ مرموق أخذ مكانته الأدبية بين أبناء جلدته من الكتّاب الرواد ومعاصريه ومن بين أبناء وطنه الأم، العراق، والعرب، والأجانب.

والدلالة على هذا القول تبنت دورٍ أجنبية إلى ترجمة بعض نتاجاته القصصية والروائية من اللغة العربية الأم إلى لغات عالمية عديدة منها إلى اللغات الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، حيث تم ترجمة روايته (امرأة من الشرق)من العربية إلى اللغة الألمانية عن مؤسسة صالون للطباعة والنشر بمساعدة المترجمة العراقية بنت الطائفة المندائية (فلورا أسامة درويش السبتي)، ثم رواية (أنهر بنت الرافدين) نقلها من العربية إلى اللغة الإنكليزية عن دار المتنبي للترجمة والطباعة والنشر في القاهرة، برعاية مؤسسة الديوان العربية لخدمة النشر، ولغات أخرى لاحقة.

 

تعليق عبر الفيس بوك