تمسك بالحياة وكُن نفسك

 

ربا جمال الشنفرية

 

قد تعترض طريقك يومًا عقبات لابد من أن توجد في حياة أي شخص إلا أنك تعتقد أنها تتبعك أنت فقط! فتجد نفسك منهكًا ولا طاقة لك بالتجديد والاستمرار، أو التحدي وحل مشاكلك.. تتهرب وتتغاضى أو تتناسى جراحك.. ظنًا منك أنَّك تخطيتها، إلا أنَّك هكذا وكأنك تُغلق الباب على طفل رضيع يبكي في زاوية غرفة صغيرة ابتلعت أغلب زواياها النيران.

لن تقف الحياة وصدق أنه كما يُقال دائماً "ما بعد الشدة إلا الفرج"؛ لأن الحكم لم تؤرخ عبثًا.. وافتح طريقًا يوصل الأمل إلى قلبك، وتعلم أن تحب نفسك بعيوبها قبل مزاياها، وتقبل وضعك، واسع في تطوير نفسك لا مُقارنتها مع الآخرين! قارنها فقط بالنسخة السابقة منك أنت وحسب.

علمتني الحياة وتجاربي البسيطة أن اتصالح مع نفسي واحبها بكل ما فيها حتى؛ لا أرضى لها المهانة والانتقاص.. ولا أسمح لآراء النَّاس أن تُحبطني.. وأن أفعل المستحيل لكي لا تدمع عيني، أو تُكسر روحي.. وأن أضع قيمتي نصب أعين الجميع، وليعلم الجميع أني لا أرضى على نفسي الحزن، ولن اكترث من بعد اليوم لتعليق جارح أو كلمة ملغومة لتعكر صفوي.. فمزاجي أغلى بكثير من أن يُدنس ويسوء ببضع كلمات فارغة.

أدركت الآن أنَّ الحياة تحب القوي وتعطيه كل شيء.. فالشخص القوي بكلمته ومواقفه والذي يقدر نفسه ويثمنها بالغالي لا يجرؤ أحد على كسره.. وتُفتح له أبواب الرزق وتصبح الحياة أجمل أمامه ويزدهر مُستقبله في فترات قياسية.. هذا فقط؛ لأنه أسس لنفسه قيمة ضخمة في أعين الآخرين.

كثيرًا ما أتساءل هل سأتمكن أن أجعل اسمي محفورًا في الدنيا بعد رحيلي؟ هل سأُذكر أم أنسى؟! هل سأقدم شيئًا يُذكر لفائدة النَّاس؟ هل سيؤثر رحيلي على الكثير من النَّاس؟ هل استطيع أن أكون فرداً مهماً بين ملايين البشر على هذا الكوكب؟!

لم لا؟! لم أكن يومًا لأراه أمرًا مستحيلًا.. فصدقوا أنه لا شيء مستحيل.

قد يجمح المجتمع طموحي ويقف حائلًا بيني وبين أحلامي، كما نعلم جميعًا، فالمرأة في مجتمعنا لها أدوار محدودة لا يجب أن تخرج عن إطارها، إلا أن السعي بجدٍ لإثبات أن المرأة بعقليتها أقوى بكثير من المهام المحدودة التي يحملها المجتمع إياها ويجعلها حكرًا عليها هدف من أهدافي الكثيرة.

كلي أمل أن أرى النساء في العالم يشغلن أقوى المناصب ويعملن باجتهاد وتفانٍ، وأن يكُنَّ ذوات شخصيات مستقلة.. لذا تذكروا دائمًا أنَّ الحياة أجمل بكثير إن اقترنت بهدف سامٍ، فأوجدوا الهدف وتمسكوا به إلى آخر رمق.. فما ألذ تحقيق الأحلام الصعبة!

تعليق عبر الفيس بوك