غزة- الرؤية- الوكالات
اكتسبت التحركات الدبلوماسية الرامية لوقف إطلاق النار في الحرب الدائرة في فلسطين قوة دافعة اليوم الخميس بعدما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التهدئة، لكن الاحتلال الإسرائيلي واصل عدوانه على غزة، فيما استأنفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق الصواريخ بعد توقف قصير.
وتوقع مسؤول كبير في حماس التوصل لتهدئة في غضون أيام. وقال وزير إسرائيلي إن بلاده لن توقف العدوان إلا بعد تحقيق أهدافها. وتوقفت الهجمات الصاروخية على إسرائيل لثماني ساعات اليوم الخميس، وهو اليوم الحادي عشر من القتال، قبل أن تُستأنف مجددا على الأحياء القريبة من حدود إسرائيل وغزة.
وواصلت إسرائيل ضرباتها الجوية في قطاع غزة، قائلة إنها تريد إثناء الحركة عن أي مواجهة في المستقبل بعد توقف الصراع الحالي.
ويقول مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إنه منذ اندلاع القتال في العاشر من مايو سقط 230 شهيدًا، بينهم 65 طفلا و39 امرأة، وأصيب أكثر من 1700 في قصف جوي.
وذكرت السلطات الإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ 12 في إسرائيل وإن 336 يعالجون من إصابات تعرضوا لها في هجمات صاروخية أثارت الذعر وجعلت الناس يهرعون إلى المخابئ.
وحث بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي في اتصال هاتفي أمس الأربعاء على "التهدئة".
وقال مصدر أمني مصري إن الجانبين وافقا من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار بعد تدخل وسطاء، وإن كان التفاوض على التفاصيل ما زال جاريا.
وقال موسى أبو مرزوق، القيادي في حماس، في مقابلة مع قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية "أعتقد أن المساعي الدائرة الآن بشأن وقف إطلاق النار ستنجح... أتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال يوم أو يومين، ووقف إطلاق النار سيكون على قاعدة التزامن".
وسئل وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين في راديو كان الإسرائيلي عما إذا كان وقف إطلاق النار سيبدأ يوم الجمعة فقال "لا. نحن نشهد بكل تأكيد ضغطا دوليا كبيرا جدا... سننهي العملية عندما نقرر أننا حققنا أهدافنا".
وذكرت قناة الجزيرة القطرية أن تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة للسلام بالشرق الأوسط يلتقي في الدوحة مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
ونفذت إسرائيل أكثر من 12 ضربة جوية على غزة بعد منتصف الليل منها ضربتان دمرتا منزلين في جنوب القطاع. وقال مسعفون إن أربعة أشخاص أصيبوا في ضربة جوية على بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن طائراته ضربت في ساعة مبكرة اليوم الخميس ما وصفه بأنه "وحدة لتخزين السلاح" في منزل مسؤول بحماس في مدينة غزة وكذلك "بنية تحتية عسكرية في مقار إقامة" قادة آخرين في حماس ومنها ما يقع في خان يونس. وذكرت إذاعة تديرها حماس إن امرأة قتلت وأصيب أربعة أطفال في هجوم على خان يونس. وقال شهود إن طرقا رئيسية عدة تعرضت لأضرار جراء الضربات الجوية.
وفي ضاحية الصبرة بغزة، أصيبت أميرة إسليم، 14 عاما، وثلاثة من أفراد أسرتها في هجوم إسرائيلي قالت إنه تسبب في انهيار أجزاء من منزلهم. وقالت من على سرير بمستشفى "كنا قاعدين في الصالون، نزل علينا الصاروخ وكان في دخان كتير وما شفنا شي".
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 450 مبنى في قطاع غزة، منها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، دُمرت أو لحقت بها أضرار كبيرة منذ بدء الصراع الذي تسبب أيضا في نزوح أكثر من 52 ألف فلسطيني يحتمي معظمهم بمدارس تديرها المنظمة الدولية في غزة.
وبدأ الإسرائيليون، الذين يعيشون في مناطق كثيرا ما تستهدفها نيران الصواريخ، عملهم اليوم الخميس دون دوي صفارات الإنذار المعتاد. لكن بعد هدوء استمر ثماني ساعات، دوت الصفارات مجددا في جنوب إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر مادية أو بشرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو أربعة آلاف صاروخ أُطلقت من غزة، وإن بعضها سقط في القطاع في حين اعترضت الدفاعات الصاروخية أخرى.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المدنيين من الجانبين منهكون من الخوف والحزن. وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للشرق الأوسط باللجنة "الناس في غزة وإسرائيل بحاجة ماسة إلى راحة من القتال المستمر".
وتسعى واشنطن وعواصم عدة في الشرق الأوسط إلى إنهاء القتال عبر الدبلوماسية. ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس بمشاركة عدد من وزراء الخارجية لكن من غير المتوقع أن تتخذ إجراء.
وقالت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة إنها "لن تدعم أي تحركات تعتقد أنها تقوض جهود التهدئة"، وذلك في معرض ردها على سؤال بشأن مبادرة فرنسية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.
وفي تعليقه على ضغط بايدن في سبيل خفض حدة القتال تمهيدا لوقف إطلاق النار، قال جلعاد إردان سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن إسرائيل تريد أيضا أن يتوقف القتال سريعا.
ومن غير المرجح أن يتناول أي اتفاق للتهدئة قضايا الصراع الجوهرية. فطموحات الفلسطينيين في دولة مستقلة تلقت انتكاسات عدة في السنوات القليلة الماضية، مع تعثر عملية سلام دولية تستند إلى حل الدولتين وضمان أمن إسرائيل منذ 2014.
وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد جلسة خاصة في 27 مايو لبحث "الوضع المتردي لحقوق الإنسان" في الأراضي الفلسطينية، ومنها القدس الشرقية.