عُمان تنبض بفلسطين الأبية

 

علي بن سليمان الذهلي

 

"نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ" لهذه المُقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني المناضل، ولهذه القضية التي حتماً تهم كُل شخص بداخله إنسانية لا تنتمي إلى عرق أو دين مُعين، فمن بداخله إنسانية سيُدرك مدى أهمية هذه القضية لكُل شخص مسلم أو عربي، ولكُل شخص في هذا العالم يؤمن بحق العيش الكريم لكل إنسان.

لقد رابط المقدسيون من الشعب الفلسطيني الأعزل في المسجد الأقصى، لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود من اقتحام باحاته في الشهر الفضيل،لأجل ذلك لم يكن بالغريب أن يتفاعل الشارع العُماني مع صمود الشعب الفلسطيني إزاء الاعتداءات الإسرائيلية التي يتعرض لها. ويأتي هذا العدوان المتكرر بتغطية عسكرية مكثفة من قوات الاحتلال الصهيوني، ولا يخفى على الجميع ما ‏أصدرته وزارة الخارجية من بيان تؤكد فيه إدانة سلطنة عُمان لاقتحام القوات الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى المُبارك، ورفضها لسياسات وإجراءات تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من منازله في مدينة القدس.

وتجلى تفاعل الشارع العماني مع هذا العدوان بالتضرع إلى الله تعالى بأن ينصر أهل فلسطين على العدوان الظالم، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بكافة سبل التعبير عن الغضب والشجب للعدوان الإسرائيلي الغاشم على المسجد الأقصى والمرابطين فيه من المصلين، وتصعيد المواجهة الحربية مع قطاع غزة، كما تنوعت أساليب الشجب والغضب، وصدحت الحناجر المخلصة بالقصائد الممجدة للمقاومة الفلسطينية البطولية، والمقالات المناهضة للكيان المحتل، وسردت ملاحم الصمود للشعب الفلسطيني واستبساله في الدفاع عن المقدسات الشريفة بأرض فلسطين المباركة.

وكانت هناك الكثير من التصريحات على المستوى الرسمي ومستوى الشارع العماني تنادي وتناشد المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل، وقد أشاد إمام بيت المقدس الشريف في كلمة بمشاعر الشعب العُماني سلطانا وحكومة وشعباً، ووقوفهم الأمين مع قضية الشعب الفلسطيني، حين تحدث في كلمته عن ما يحدث من أوضاع مريرة من الهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى، والثبات المستميت من قبل المرابطين لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى الشريف، وذكر مناقب العمانيين ووقفاتهم الصادقة في دعم قضية فلسطين ومناصرتهم الدائمة بشتى السبل، ولفت الانتباه الاهتمام الكبير والمُخلص من قبل شبكات التواصل في الوسط التربوي- المعهود بالوفاء- في السلطنة، بما حدث من تنكيل وهجوم للعدوان الصهيوني للمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، والاهتمام العماني يأتي من منطلق أنَّ المقدسات الإسلامية الشريفة هي من أولويات الشعب العُماني في العقيدة والدين الحنيف، وليس بالغريب على سلطنة عُمان وشعبها في ذلك، فهي مقدسات تمثل ركيزة قومية، ورابطا عميقا في عقيدة الإنسان العماني الراسخة بالقيم والفضائل، ومؤازرة الشعوب العربية والإسلامية في قضاياهم، وفي الحفاظ على مقدساتهم، وقضايا الشعوب المضطهدة.

إن آلة الحرب الدموية الإجرامية من قبل قوات الاحتلال والتي شنت بلا رحمة هجوماً بشعاً على قطاع غزة، مع صمت العالم لهو دليل قاطع على المؤامرة المريرة من الدول الكبرى على الشعوب المستضعفة، وأن التصريحات الخجولة التي تنادي بوقف التصعيد إنما تؤكد أن إسرائيل كيان تنعدم فيه القيم المثلى، والعدالة الإنسانية، ولن يعرف معنى لحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا يُمكن مجابهة العدو الصهيوني إلا بالقوة، ودعمه بشتى الوسائل المتاحة.

لقد حول الهجوم الصهيوني المجرم قطاع غزة في آخر أيام الشهر الفضيل إلى كرة من النار بسبب العدوان اللئيم بالآلة الحربية المتغطرسة والمفرطة، وما تقوم به المقاومة الفلسطينية هو حق أمين ينبغي أن يلقى الدعم الصادق من الدول العربية خاصة، ودول العالم التي ما زالت تؤمن بالعدالة، وحق العيش الكريم للشعب الفلسطيني الأبي.

اللهم إنِّا نستودعك الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية وما حوله من أرض وسماء، يامن لا تضيع الودائع عنده، اللهم انصرهم، اللهم كن معهم اللهم ثبت أقدامهم اللهم احفظهم بعينك التي لا تنام، اللهم عليك بالكيان الصهيوني ومن عاونه.. اللهم انصر أهل فلسطين نصرا مبينا وفتحا قريبا.

تعليق عبر الفيس بوك