أين ضجيجُ حيِّنا؟!

 

خالصة بنت علي السليمانية

كان في سالف الأزمان ضجيج يملأ حيّنا كأنه قلبه الذي يتنفس به، كان كالأضواء تنوّر دروب حيّنا. كنا نسير في الطرقات وقد فُتحت الأبواب تلوح لنا الأفراح بالبسمات، ونمضي في طريقنا وإذ بفتيان الحي يتسابقون في الملاعب، وشيوخ حيّنا يتسامرون بالكلام الموزون، ورائحة اللحم (المشاكيك) تفوح في المكان، وجارات الحي ينفسن عن أنفسهن بأحاديث المساء.

أين ضجيج حيّنا؟ قد سكنت الأشباح مكانه، وتهاوت الأفراح وقامت الأتراح، لقد رحل الضجيج ولم يعد إلا شبح السكون يجول طرقات حيّنا.. رحل بعض الأحباب في رمضان وأصبح البكاء والأنين يحكي حكاية حزنٍ مخنوق العبرات. سواد لم يزله شمس الصباح.

في العيد، فتحتْ الخزانة ونظرتْ إلى فستانها وحذائها الجديد وأجهشت بالبكاء وإذا بصوت من الخزانة يُسمعُ أنا هنا متشبث بالفستان أنا العيد فلم البكاء؟

ردت : وأيُّ عيد؟ وخلف الأبواب أسْدل السواد ستاره على القلوب وقد رحل عمود البيت وغاب العناق الذي به القلوب قريبة َجيراني قد أغلقوا الأبواب للحجر خوفًا من أذية الأحباب.

وأين فرحتي بالعيود؟ وأين ملاهي الصغار؟ وأين الضجيج في الزحام؟

إنَّ العيد جميل، وإن كانت الأيام مريرة، فانهضي واصنعي ضجيجًا في قلبكِ بألوان الجمال.

تعليق عبر الفيس بوك