د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
تُعد هذه الظاهرة المقيتة والتي تتفاقم وتتزايد كل يوم ظاهرة سلبية ودخيلة على المُجتمع العُماني إذ يتحجج ممارسو هذه الظاهرة بأن جائحة كورونا والحاجة هي التي دفعتهم لذلك، إضافة إلى آلاف الحجج والمبررات اللامتناهية.
لن نتطرق إلى جنسية أو فئة أو جنس مُعين يقود هذه الظاهرة السلبية ولكنها ظاهرة ذات تنظيم له عالمه السفلي المخيف.
مسقط المدينة الحالمة الهادئة المنظمة والتي تمثل وتعكس نظاما اجتماعيا متميزا متماسكا أصبح بها بؤر لهذه الظاهرة المقيتة. يجب علينا أن نكافح ونقاوم وبشتى الطرق والوسائل ظاهرة التسول التي وبلا شك تعمل على تشويه صورة المجتمع العماني المسالم.
قد تنشأ- بل ونشأت- العديد من المشاكل والأضرار الأخلاقية والسلوكية والأمنية نتاج تلك الظاهرة الآخذة في التوسع والانتشار كالنار في الهشيم.
لقد انتشرت الظاهرة وبكثرة عند المساجد وعلى جنبات الطرق وإشارات المرور ومداخل المطاعم ومحطات الوقود والبنوك ومواقف المراكز التجارية والمستشفيات، البعض يُمارسها تحت ستار بيع الماء أو المحارم الورقية أو التسول المُباشر من خلال خلق العديد من الحيل والقصص التي يستطيع من خلالها أن يستجدي مشاعر وعطف الناس.
لقد حثَّ ديننا الحنيف على بذل الصدقات وتفقد أحوال الفقراء والمساكين والمعوزين لذلك ومن خلال العديد من الجمعيات الخيرية يجب أن تتكاتف الجهود لمقاومة هذه الظاهرة من خلال إشراك الجمعيات الخيرية المحلية.
لم يتوانَ المتسولون عن استخدام الأطفال والنساء لجذب ولفت انتباه الناس، حيث تساهم تلك الظاهرة السلبية في تشويه صورة المجتمع العماني.
المؤكد والمعلوم أن أغلب دول العالم تمنع التسول وتكافحه بكل الطرق والوسائل وكلنا يعلم أن التسول والتحايل الذي تمارسه هذه الفئة قد يدفع أحياناً إلى خلق تنظيمات تمارس الجريمة.
إن التسول يشبه القنبلة الموقوتة التى قد تؤدي آثارها إلى تدمير المجتمعات لكونها آفة غير مرغوبة.
لا شك أن العديد منهم قد دخل إلى السلطنة بطرق غير مشروعة أو من خلال بعض القنوات غير الرسمية إذ إن هناك من ينظم عملهم وتوزيعهم داخل السلطنة، هذه الظاهرة التي تشوه صورة السلطنة الحضارية وتعكس صورة سلبية عنها أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي، تترك أثرها في أذهان السياح والزوار الذين يفدون إلى السلطنة من كافة أنحاء العالم، ولذا لابُد أن تتوقف.
للأسف أن معظم هؤلاء المتسولين دخلوا السلطنة تحت ستار تأشيرة سياحية؛ وهي سياحة تسول مستترة، أو تأشيرة زيارة عائلية والتي تكاد تكون وهمية وهو الأمر الذي يشوه سياحة السلطنة.
إن السياحة قطاع حساس جداً ويمر الآن بمرحلة عصيبة وحرجة ومع تفاقم ظاهرة التسول الممنهج لن يكون من السهولة تعافي القطاع في ظل وجود مثل تلك الظواهر المنفرة للسياحة في ربوع السلطنة.
هناك أكثر من جهة رسمية معنية بالأمر لذلك نأمل وبصفة عاجلة أن تتكاتف الجهود من أجل القيام بحملات فورية للقضاء على هذه الظاهرة السلبية.