قراءات نقدية نوعية لحزمة من الكتب الجديدة في "مراجعات"

 

مسقط - الرؤية

صدر العدد الجديد من ملحق مراجعات، الذي تصدره وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع جريدة الرؤية، ويضم بين طياته العديد من مراجعات الكتب المتميزة الصادرة حديثاً.

ويبدأ الملحق بالمقال الافتتاحي بقلم هلال الحجري ويتحدث فيه عن واحدة من أقدم القصائد الأجنبية التي تناولت شبه الجزيرة العربية، وهي قصيدة للشاعر اليوناني ديونيسيوس بيريجيتس الذي عاش في الإسكندرية بمصر، ويشير إلى النسخة الإنجليزية للقصيدة التي ترجمها المؤرخ والشاعر الإنجليزي وأستاذ الشعر في أكسفورد هنري هارت ميلمان، وترجمها الحجري إلى العربية في هذا المقال.

ويستعرض علي الرواحي كتاب "الأفراد والمؤسسات في القرون المدرسية الوسطى"، وهو من تأليف مجموعة من المؤلفين، ويقول إنِّه على مدى فصلين وأحد عشر بحثاً يُلقي هذا العمل بشكلٍ مطول الضوء على هذه الجدلية الخصبة أحياناً، والقاحلة أحيانًا أخرى، بين الفرد وعلاقته بالمؤسسة التي لا تعتبر جديدة، بل موغلة في القدم، غير أنَّ التركيز على الفرد من الناحية التاريخية يمنح المؤرخ أو الناظر مساحة كبيرة للتأويل، والربط، والعودة والتقدم، لفهم التحولات الكثيرة المختلفة، فمن الواضح أن معايير اهتمامات الفرد وبديهياته تحدد بشكل جذري التاريخ الذي يكتبه وتغيره؛ ففي تاريخ الفلسفة وحده، على سبيل المثال، هناك مجموعة متنوعة من الأساليب الممكنة التي ظهرت بسبب هذه الجدلية، في حين أنَّ التركيز على المدارس أو المؤسسات بما تتضمنه من علاقات عمودية بين المؤسس والتلاميذ، يجعل التغيرات تُجابه بالرفض والنعوت السلبية المختلفة من جهة، ويجعل التحليل يأخذ الجانب الجامد بعض الأحيان من الجهة الأخرى.

ويقدم سعيد بوكرامي قراءة لكتاب "العصور الوسطى وسيرورة الحضارة" لمؤلفه نوربرت إلياس وتقديم إتيان آنهايم؛ حيث يوضح بوكرامي أن إيتيان آنهايم ينفض الغبار عن كتاب منسيّ، لم يُنشر في فرنسا من قبل، وهو لأب علم الاجتماع التاريخي المعروف نوربرت إلياس (1897-1990)، والذي خصصه لسبر تاريخ العصور الوسطى ودور الدينامية الاجتماعية الفردية والجماعية في عملية التطور الحضاري. في عام 1939 نشر الكتاب في سويسرا، لكنه استقبل، بشكل عام، بلامبالاة غريبة. في الواقع لم يحظ هذا الكتاب التحفة بالاهتمام والنجاح الكبير وغير المتوقع إلا في السبعينيات من القرن الماضي.

وتتطرق الباحثة والكاتبة العمانية منى القرطوبية إلى كتاب "المرأة العمانية على طريق التكافؤ" لمؤلفه جورج ساسين، وتقول إنه خلال فترة تولي السلطان قابوس بن سعيد- رحمه الله- مقاليد الحكم في البلاد والمرأة كانت وما زالت في طريق المساواة المُتدرجة مع الرجل يداً بيد؛ حيث اعتبرها السلطان الراحل الجناح الثاني للوطن، والذي بدونه لا تحلق عُمان في سماء النمو والازدهار، بل تظل كسيرة، لا تقوى على التحليق.

وتسلط فاتنة نوفل الضوء على كتاب "الشرق والغرب.. الجماعة والفرد" لمؤلفه فيديريكو رامبيني، الذي يطرح سؤالا محوريا بين دفتي الكتاب حول من الذي سينهض أولاً وأي النموذجين سيكون الفائز؟ "الشرق أم الغرب: أيهما يجعلك تحلم؟ أيهما يلهمك بالقلق؟". وقالت إنَّ رامبيني يطرح هذا السؤال المثير للاهتمام في مقدمة كتابه، بهدف التحقيق في الجذور الثقافية لعالمين كان يُنْظر إليهما كنموذجين متعارضين، التقيا واشتبكا عدة مرات على مدار التاريخ.

تعليق عبر الفيس بوك