تفاصيل المنافسة الدولية في بيع اللقاحات والسبب وراء انتشار أسترازينيكا

بعد الوصول إلى مليار جرعة لقاح على مستوى العالم.. المليار الثانية لن تكون سهلة

الرؤية - ترجمة

أكد تقرير حديث لوكالة بلومبرج أن الوصول إلى مليار جرعة من لقاح كوفيد 19 لن يكون سهلا، وأشار إلى أن إعطاء أول 100 مليون جرعة لقاح ضد كوفيد 19 استغرق 61 يومًا، بينما استغرق إعطاء آخر 100 مليون جرعة خمسة أيام فقط.

ومع تجاوز العالم عتبة المليار جرعة من لقاح كوفيد 19، وهي لحظة رمزية في أكثر حملات الصحة العامة طموحًا في تاريخ العالم، يتذكر العالم وكأنه منذ دهر أول حقن بلقاح كوفيد في المملكة المتحدة يوم 2 ديسمبر، ومنذ هذا التاريخ كان هناك أكثر من مليار جرعة، ومليار كرة قطنية مبللة بالكحول، ومليار ضربة إبرة في الجلد ومليار ضمادة صغيرة.

ولكن إذا كان المليار الأول هو الأصعب، فإن المليارات القليلة القادمة لن تكون سهلة، وسيستغرق تطعيم 75% من سكان العالم 18 شهرًا أخرى بالوتيرة الحالية البالغة 19.2 مليون جرعة في اليوم، وهو مستوى التطعيم الذي أكد الخبراء إنه سيقضي على الفيروس ويسهل عودة العالم إلى طبيعته.

ونظرة سريعة إلى المليار جرعة الاولى وجد التقرير أنه في الولايات المتحدة، وصلت حملة اللقاح إلى نقطة تحول بعد إجراء 229 مليون حقنة، مع حصول أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، ولكن هذا لا يعني أن إدارة بايدن مستعدة للبدء في إعطاء كميات وجرعات أكثر من اللقاح إلى بقية العالم، فمازالت الإدارة تعمل على الوصول إلى تلقيح الأشخاص الذين يصعب الوصول إليهم، كما أن الحذر مستمر من أن تتسبب مشكلات التصنيع أو مشكلات تخص السلامة أو الآثار الجانبية في انخفاض المخزون لدى الولايات المتحدة، كما حدث قبل يومين مع لقاح شركة جونسون آند جونسون والتي اضطرت الإدارة الأمريكية إلى تعليق اللقاح الذي تصنعه، وهو ما يعني أن الحاجات الأمريكية من اللقاحات لم تتشبع بعد.

قال مسؤول في البيت الأبيض لبلومبرج: "بالتأكيد فإننا نركز على رعاية الأمريكيين". و"عندما نثق في إمداداتنا، سنشاركها بالتأكيد."
ويرصد تقرير بلومبرج ما أطلق عليه "أحادية اللقاح" وقال إنه لعب دورًا في إطالة أمد حصول البشرية على اللقاح لدرء خطر الإصابة؛ حيث هددت أوروبا بمنع صادرات اللقاحات إلى المملكة المتحدة مع تزايد الاستياء من وفرة اللقاحات في أمريكا، بينما استخدمت الصين لقاحها المحلية لتأكيد نفوذها، وأرسلت ملايين الجرعات المجانية إلى أكثر من اثنتي عشرة دولة أقل ثراءً - بما في ذلك الجزائر وموزمبيق وبوليفيا - وخصت باللقاحات بشكل أكبر البلدان التي تضمها مبادرة الطريق والحزام الصينية للاستثمار في البنية التحتية العالمية.

وقد تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ الثلاثاء الماضي بتقديم المزيد من اللقاحات كمساعدات للدول النامية. وقال: "على الدول الكبرى أن تتصرف بطريقة تلائم وضعها ، وبإحساس أكبر بالمسؤولية".

ومن زاوية التأثير المالي والجيوسياسي يري التقرير جانب آخر في مشوار لقاحات كوفيد الدسم والمتلاحق؛ فقد اشترت الدول الأكثر ثراء لقاحات شركات فايزر ومودرنا وجونسون آند جونسون، فيما فضلت الدول الأقل ثراءً لقاحات إنتاج معهد جاماليا للأبحاث في روسيا، وصناع الأدوية الصينيين سينوفاك بايوتك، وكاننسيسينو بيوليجيكس ومجموعة سينوفارم لتصنيع الأدوية. 

أما عن انتشار لقاح أسترازينيكا في كل مكان تقريبًا فيرجعه التقرير إلى اتفاقيات التوزيع بالجملة المبرمة خلال مراحل تطوير اللقاح المبكرة، ويقول: "قد يكون استخدامه واسعًا، لكنه ليس عميقًا ..أي لا تعتمد عليه بمفردة دولة بعينها - فقط بضع مئات الآلاف من الجرعات في العديد من الأماكن، وخاصة في العالم النامي."

تعليق عبر الفيس بوك