فضفضة

 

وداد الإسطنبولي

"يرتدي قلبه على قدمه" هذا آخر مؤشر حيوي ظهر على الشاشة.

نظر إليها بعيون مفتوحة، يشرحُ ببرقة عينيه حكايات وقصص، يُشير بيده لعينيه وأذنه وفمه، وكأنه يعلن أنه.. لا يرى.. لا يسمع ..لا يتكلم.

قال لها تعالي نراجع ملفات صورنا القديمة، وإحصائيات أقوالنا ربما هفواتنا تفاقمت دون أن ندري؟!! يقلب رأسه على وسادته ويتنهد بعمق، فقد انصاع للوعود فيريد ردودا على انصياعه... كان يواظب يومياً كي لا تضيع جهوده سدى، تفاديا للانتكاسات وانتظاما بالتعاليم وبعدا عن المخالفات، وعمل جاهدا على أكمل وجه حتى يتقي شر المضادات.

لا يخلو المكان من الضجيج، حركة دؤوبة، ينظر بعينيه المفتوحتين لم يكن أحد يُعير وجوده اهتماما.شعر بالوحدة للحظات استوعب أخيراً المثل الذي حوط مخيلته" شيل من هذا، وضعه مكان هذا، ليتسع هذا من أجل هذا، التقط أنفاسه وصرخ وعاد الصدى إليه:" كفى، الساحة لا تستوعب كل هذا" واستيقظ من الذهول.

صمت يُخيم، صمت مؤلم، حزم  نفسه ورحل يجر أذيال أحلام عالقة برجاء تحقيق ألوانها الباسقة.

عصفور داخل قفصه رضا بكل الاحترازات، زهقت نفسه وضاقت. يحاول الخروج للحرية، لينقي أكسجينا لرئتيه محاولا التنفس النقي.

يدور بدوامة اختلط فيها الإيجاب بالسلب، والممتع في الأمر أنه تقبل الواقع وتعايش معه، وحين أراد الدفاع عن موقعه تفاجأ بتشويش المؤشرات فصار الوضع مخيفاً كالبداية.... "مرتدي قلبه على قدمه"!!!

هلوسة

تضاربت الأفكار برأسها لما تناهى إليها ضجيج الشائعات وثرثرة بعض الذين يدعون المعرفة بكل شيء، واستبد بها الخوف، عينان مذعورتان تعبران بلا صوت، تزحف إليها الأفكار المخيفة بشكل لولبي يقض المضاجع، بدأت أنفاسها مقبوضة وهي على تخوم الجائحة مما تراه ومما تسمعه، تتسل إلى أفكارها رائحة الموت وصورة القبر، تمسك رأسها بكلتا يديها، لم تعد تبتغي أن تسمع أسئلة بالمساء لتعمق إرهاقها ولم تعد يعنيها أن تجد الأجوبة صباحا.

ماذا عساها تفعل في هذه الفوضى والضوضاء، هل من جرعة مخصوصة تحتسيها لتشفى مما هي فيه؟

نعم، الأمل، الأمل حافظ من الضياع والتيه فهل يحققه الرجاء.

تعليق عبر الفيس بوك