السلطنة تحتفل بـ"الأسبوع العربي للصم" في دورته الـ46.. اليوم

"لغة الإشارة".. جسر التواصل لذوي الإعاقة السمعية بحاجة لمزيد من الدعم المجتمعي لنشرها

 

الخدمة غير متوافرة في الكثير من المؤسسات.. ومقترح بمقرر دراسي للناشئة

 دعوات لتوظيف التقنيات الحديثة لتطوير هذه اللغة

استطلاع- رياض السيابي

دعا عدد من ذوي الإعاقة السمعية الجهات المعنية إلى ضرورة توسيع نطاق استخدام لغة الإشارة في المؤسسات الخدمية والتعليمية، باعتبار أنَّ هذه اللغة هي جسر التواصل لفئة ذوي الإعاقة السمعية مع المجتمع.

وينطلق اليوم الأربعاء "الأسبوع العربي للصم" في دورته الـ46، والذي تشارك فيه السلطنة حتى يوم الثلاثاء المقبل، ويعد هذا الأسبوع فرصة لإظهار المواهب والقدرات التي يتمتع بها الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية، فضلا عن كونه سانحة للحديث عن التحديات والصعوبات التي تعترض مسار حياتهم، ومن ذلك "لغة الإشارة" التي تشكل جسر تواصل هذه الفئة مع العالم المحيط بها، وفي نقل ما يختلج في نفوس أفرادها من مشاعر وأحاسيس مختلفة، وأما عن المساعي الحثيثة والجهود المبذولة في حق هذه اللغة وازدياد رقعة انتشارها، لكن تبقى آمال وطموحات المتحدثين بها بلا حدود.

وأعرب محمود بن خلف الحبسي طالب جامعي من ذوي الإعاقة السمعية عن أمله في أن تلقى "لغة الإشارة" انتشارًا واسعًا بين أفراد المجتمع ومختلف مؤسساته، وأن تكون حاضرة بشكل كبير في المقاطع المرئية القصيرة التي يتنامى انتشارها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؛ حتى يكون الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية مدركين لفحوى وأهمية الرسائل التوعوية التي تبثها هذه المقاطع. ونظرا لأن الحبسي طالب جامعي فقد أوضح غياب هذه اللغة في الكثير من المؤسسات الجامعية، الأمر الذي أثر على مسار التعليم الجامعي لدى الكثير من ذوي الإعاقة السمعية، والحال كذلك في المؤسسات الصحية بمراكزها ومجمعاتها ومستشفياتها؛ حيث تفتقد طواقمها لوجود المتحدثين بهذه اللغة. وعن الرسائل الإعلامية التي يبثها التلفزيون، أوضح أن الجهود المبذولة في هذا الجانب محدودة، مطالباً بضرورة تكبير زاوية مترجم لغة الإشارة في التلفزيون؛ حتى تتضح للمشاهد بعض الإشارات ويعي مضمونها بكل سلاسة. كما ناشد القائمين على لغة الإشارة بإقامة الملتقيات والمحافل؛ للخروج بمقترحات وقرارات تصب في صالح نشر الوعي المجتمعي عن لغة الإشارة.

أما سليمان بن عبدالله الوهيبي فقد أنهى تعليمه الجامعي، ويعمل إداريًا في الجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية، ويقترح بأن تكون لغة الإشارة تخصصًا يُدرّس في المؤسسات الجامعية، مؤكدا أهمية أن يكون الكادر الأكاديمي على وعي وإدراك بهذه اللغة؛ لتسهيل التحاور وإيصال المعلومات لطلابهم من ذوي الإعاقة السمعية دونما صعوبة.

من جانبها، أوضحت زينب بنت محمد الندابية مترجمة لغة إشارة في الجمعية العمانية لذوي الإعاقة السمعية مدى أهمية الوعي المجتمعي بلغة الإشارة، مُطالبة مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة بإيلاء لغة الإشارة الاهتمام من خلال إيجاد مترجمين يسهلوا على ذوي الإعاقة السمعية الحصول على مبتغاهم من الخدمات والبرامج التي تقدمها لهم، وزيادة في نشر هذه اللغة تقترح على الجهات القائمة على شأن التعليم في السلطنة تخصيص مقرر لدراسة هذه اللغة منذ الصغر، إلى جانب تكثيف جرعات الدورات التدريبية لتعلمها.

وذكر بدر بن سليمان المسكري مترجم وخبير لغة إشارة أن عدد المترجمين لهذه اللغة في إزياد عمَّا كان عليه سابقاً، لكن أغلبهم موظفين في أعمال أخرى، وهنا يكمن التحدي حينما يكون الشخص من ذوي الإعاقة السمعية طرفاً في قضية ما بالمحاكم، فإنَّ استمرارية حضور مترجم بعينه في جميع  جلسات المحاكمة محال؛ نظراً لارتباطه بعمله الأساسي، الأمر الذي قد يرتبط بكل جلسة صدور قرارات معينة، كما يدفع بذوي الإعاقة السمعية في أحيان كثرة للإتيان بمترجم لغة إشارة عند ترددهم على الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة. ويؤكد المسكري أهمية توظيف التقنية الحديثة في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في هذا الجانب دونما الحاجة إلى مترجم.   

وبينت موزة بنت سالم الغافرية خبيرة لغة إشارة أن لغة الإشارة وسيلة التعبير والتخاطب لذوي الإعاقة السمعية في مختلف مجالات الحياة، وهي ضرورية لضمان حصولهم على المعلومات والخدمات التي تستفيد منها هذه الفئة. وقالت إنه تزامنًا مع الاحتفال بالأسبوع العربي للصم الـ46، والذي يركز هذا العام على موضوع الباحثين عن عمل من ذوي الإعاقة السمعية، نلاحظ في السلطنة أنَّ هذه الفئة تعمل في مختلف الجهات الحكومية والخاصة، ولا تنقصها القدرات والإمكانيات العملية، مؤكدة التحديات التي تواجه هذه اللغة من حيث قلة المترجمين، وتأمل زيادة تأهيل المترجمين لسد النقص الحالي في مختلف مجالات الترجمة.

وتقدم خالد بن زايد العامري خبير لغة إشارة بالتهنئة إلى جميع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والمترجمين وخبراء لغة الإشارة بمناسبة حلول الأسبوع العربي للصم، مؤكداً أنها مناسبة مهمة تمثل فرصة لطرح وتوعية ما يشغل بال ذوي الإعاقة السمعية من تحديات وصعوبات. وأشار إلى أهمية بذل الجهود والمساعي لتوفير مترجمين لهذه اللغة في الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة. ويؤكد العامري وجود نقص في المعلمين المتخصصين في مجال هذه اللغة بالمدارس ومؤسسات التعليم الجامعية، لكنه أشاد بدور الإعلام العماني وجهوده في ترجمة الأخبار والبرامج التي تحظى بالمشاهدة، مشيراً إلى توظيف التقنية الحديثة في إتمام عقد قران الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، خاصة في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا.

تعليق عبر الفيس بوك