مسقط- الرؤية
اتجهت المؤسسات الصحية في السلطنة إلى تنفيذ استراتيجية الوقاية، والتي تأتي كخطوة احترازية لتعزيز الصحة العامة لضمان حياة صحية مستقرة للجميع، ويهدف مشروع "وقاية" إلى تسليط الضوء على المشكلات الصحية المستحدثة والمتكررة في المجتمع؛ وهو توجه حديث للمشاريع الصحية يعنى بإجراء بحوث ومسوح استطلاعية تدرس من خلالها المشاكل الصحية للتعرف على المشكلة وعلى أسبابها والتدخلات المناسبة لها.
ودشنت وزارة الصحة مشروع استراتيجية تعزيز الصحة "وقاية" بالتعاون مع مجلس الصحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في وقت سابق من شهر إبريل الجاري.
وقالت الدكتورة نوال بنت علي الراشدية مدير دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية بوزارة الصحة إن مفهوم تعزيز الصحة جاء شاملا لجميع الجوانب الصحية لحياة الفرد وعائلته ومجتمعه ككل، كما جاء معززًا للشراكة المجتمعية بين جميع القطاعات للتعاون في حل جميع المشكلات الصحية. وأضافت أن فكرة أفضل مشروع معزز للصحة جاءت تأكيدًا على هذا المفهوم؛ حيث سيلامس أهم القضايا الصحية لكل مؤسسة وما يتبعها وستكون التدخلات من وإلى المجتمع نفسه.
وتابعت الراشدية قائلة إن المجتمع العماني مجتمع نامٍ متنوع تختلف طبيعة أفراده ومشاكلهم باختلاف مناطقهم؛ مما يوجب على كل مؤسسة صحية الوقوف على هذه المشكلات بما يتناسب مع المجتمع التابع لها حيث يبدأ مشروع "وقاية "باختيار المشكلة الصحية المراد معالجتها أو التدخل فيها من خلال الطرق العلمية.
وأوضحت أنه من خلال دراسة المؤشرات في المؤسسة الصحية واستطلاع رأي العاملين الصحيين في المؤسسة أو المجتمع التابع لها وعمل بعض الدراسات والاستنتاجات التي تساعد على تحديد المشكلة الصحية؛ يتم تحديد الفئة المستهدفة والمشاركين وتحديد المهام لكل مشارك ووضع المؤشرات التي ستقاس بها التدخلات والفترة الزمنية المحددة للتدخل. وأوضحت الراشدية أنه بعد تحديد المشكلة الصحية تأتي كتابة نص الرؤية ويكون الهدف منها كتابة الأهداف التي يرغب أصحاب المؤسسة الصحية بتحقيقها والوصول إليها عند حل هذه المشكلة بشكل عام سواء كان ذلك على المدى القصير أو البعيد. وأكدت أنه يتعين على المؤسسة الصحية وضع مؤشرات قياس قبلية بعد اختيار المشكلة لاستخدامها في قياس الأثر الإيجابي للتدخل فيما بعد أو استخدام المؤشرات الموجودة مسبقا لدى المؤسسة للمقارنة بين النتائج.
وأشارت إلى أن تحديد وتحليل السبب الجذري يمثل أولى خطوات الإجراء التصحيحي، وقد يشتمل الإجراء التصحيحي الواحد على أكثر من سبب جذري، كما إن السبب الجذري الواحد قد يتسبب في عمل أكثر من إجراء تصحيحي؛ لذلك عند إجراء التدخلات فإنها تبدأ من أسفل المخطط الجذري؛ حيث يجب اقتراح الحلول المناسبة لأصغر الأسباب الجذرية وبالتالي يتم إصلاح السبب الرئيسي ومنه إصلاح المشكلة الصحية العامة.
وبينت أنه يتم تحديد نوعية أو أداة التدخل المناسبة التعبئة والشراكة المجتمعية (توعية داخل المؤسسة الصحية، إقامة الندوات التوعوية في المجتمع، تفعيل اللجان الصحية والقرى الصحية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني على سبيل المثال لا الحصر.
وبينت مدير دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية أنه لابُد من متابعة دورية يتم من خلالها قياس خط سير العمل بناء على ما تم تنفيذه من خلال المؤشرات ومدى النجاح الذي حققته التدخلات المقترحة وما هي الصعوبات التي واجهت تنفيذ الخطة وكيفية التغلب عليها وما إذا كانت الخطة بحاجة الى تغيير للمسار بما يتناسب مع ما استنتج من تقارير المتابعة، ويجب أن تكون المتابعة على فترات زمنية متساوية وأكثر من مرة.
وشددت الراشدية على أهمية التقييم عن طريق التغذية الراجعة بالنتيجة المرجوة أو الدروس المستفادة من المشروع سواءً كانت سلبية أو إيجابية مما يسهل وضع الخطط المستقبلية ويعطي آفاقا أخرى للتدخلات المختلفة للقضايا الصحية الأخرى.
