التزام البيت.. نجاة

عواطف بنت فاضل السعدية

awatifalsadi71@gmail.com

تناقلت وسائل الإعلام بالأمس، خبرا أزعجنا جميعا، صغيرنا وكبيرنا، ذكرنا وأنثانا، مفاده أن أعدادا كثيرة أصيبت بكورونا في كثير من ولايات السلطنة، مدن، وقرى، وما أحزننا أن هذا الوباء الخبيث، الذي لم يترك أحدا، إلا آذاه، وأنهك جسمه، وكسر عظامه، بل أزهق روحه أحياناً.

وهاهي محافظة ظفار لم تسلم من هذا الوباء، إنها تستغيث، فهل من مغيث؟

نظراً للأوضاع الراهنة وتزايد الإصابات والوفيات بكوفيد-19 ومما يحزننا أننا نرى الوعي المجتمعي والالتزام بالاشتراطات والإجراءات الاحترازية من البعض تأخذ محمل الاستهتار أو لنقل محل الإهمال في المحافظة على صحة من حولهم، ودائماً تتردد في آذاننا "الوقاية خير من قنطار علاج" وهذه المقولة سمعناها وقرأناها، فهل عرفنا أو قل هل فهمنا ماذا تعني؟

إن مما لاريب فيه، أننا نملك عقولا، وقلوبا، وآذانا، لكن وأقسم بالله العظيم أن عقولنا جامدة وقلوبنا ميتة، وآذاننا فيها صمم.

أيها المحب لوطنك وعائلتك وعيالك، بنين وبنات، الزم بيتك، وابتعد، وعلينا نحن كأشخاص مسؤولين مسؤولية كاملة ضرورة الالتزام والتّقيد بل علينا إيصال الرسالة التوعوية، كل ما سنحت لنا الفرصة، ونحاول جاهدين أن نكون مؤثرين إيجابا وليس سلبا، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا في النصح والإرشاد،  والبعد كل البعد، عن التهويل، و لا ندع المحبطين يهزموا ما بداخلنا من عطاء، ومابداخلنا، حب الوطن ومن يعيش عليه، وعلينا أن نُفهم غيرنا ومن حولنا ومن يعيش معنا على هذه الأرض الخيرة، أن يُقدر ويعلم علم اليقين مدى تمسكنا بالرسالة المنوطة.

لعل كل ما يحدث هذه الفترة أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب، وتحتاج إلى بيان وتوضيح ووقفة من الجميع، من المجتمع بكل شرائحه، ولا يقتصر الأمر على فئة محددة، وعلينا أن نتساءل كيف لهذه الأعداد المرتفعة أن تصل إلى هذا الرقم المخيف؟

وما مقدار التنبؤات التي يمكن أن نضع لها الكثير من الحلول لتفادي الانتشار السريع لهذا الوباء الخطير؟

وكل من هذه الأسئلة التي تطرح وإننا والله العظيم، نتألم عندما يصل الرقم إلى مقياس عكس التوقعات ودائماً ما يُحير العقول بالتفكير.

وهذا الهاجس يحملنا إلى الأمل والتفاؤل ويدفعنا إلى بقائنا بالمنزل خشية أن نكون من المصابين بكوفيد-19 ويحصل ما لايُحمد عُقباه،.من أجل من هم معنا ويهمنا أمرهم.

ومن ناحية التفشي السريع لهذا الفايروس الخطير فقد أصبح الوضع أشد خطورة وخاصة بمحافظة الجنوب كما أوضحنا آنفا، فقد أخذ الفايروس بالانتشار السريع، وهذا ما نراه.

والسبب الحقيقي لهذا الانتشار، عدم الالتزام والتقيد بالإجراءات الوقائية، وزيادة الزيارات بين الأهل والأقارب، مما أدى إلى الزيادة غير المتوقعة للإصابات اليومية وأعداد الوفيات المقلق الذي نراه يتصاعد ويزداد.

الرسالة التي لابُد أن توجه لنا أولاً نحن كأفراد وأشخاص في ربوع عمان الغالية هي الالتزام بالإجراءات الوقائية وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وتجنب التجمعات العائلية والأسرية وخاصة في هذا الوقت لتجنب انتقال العدوى الفيروسية لأهليكم ومن يعزُ عليكم، وعليكم بلبس الكمامة في كل مكان تذهبون إليه، ومن المؤسف أن الأغلبية من الناس، لا يلبس الكمامة، بالشكل الصحيح.

عليكم بالمحافظة على النظافة الشخصية الدائمة واستخدام المعقمات من أجل الحماية من الإصابة مع غسل اليدين عند ملامسة الوجه أو الأسطح بالصابون، والابتعاد عن الزحام غير المرغوب فيه.

بذلك كله، نصير يدًا واحدة، نتكاتف ونُحافظ على أنفسنا وأهلنا، وبالتوعية المستمرة والنصح الدائم، نبقى سالمين من الإصابة.

آخر كلام..

نرفع أكفنا، بأن يحفظنا الله وإياكم من هذا الوباء وشر الأسقام، والأمراض، وندعو الله تعالى جلت قدرته أن يرفع البلاء، عنا عاجلا غير آجل ويحفظ كل عزيز لدينا، ويحفظ بلدنا عامة، وبلاد المسلمين خاصة.

دمتم في رعاية الله تعالى، وحفظه ودامت عمان رخاء وأمناً وسلاماً، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأمده الله تعالى بالعمر المديد ودوام الصحة والعافية.

تعليق عبر الفيس بوك