عمرو عبد العظيم
بفضل حلول إنترنت الأشياء (IOT) المبتكرة بشكل كبير، فإن العديد منها نشط بالفعل ويتوسع بسرعة، وبدأت تستفيد الدول حول العالم من التقنيات اللاسلكية الخلوية، ومنخفضة الطاقة واسعة النطاق (LPWAN) للاتصال، وتحسين البنية الأساسية، والكفاءة، والراحة، وجودة الحياة للمقيمين والزوار على حدٍّ سواء.
وعندما نتعمَّق في المفهوم، نجد أنَّ المدينة الذكية عبارة عن إطار عمل، يتألف في الغالب من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، لتطوير ونشر وتعزيز ممارسات التنمية المستدامة لمواجهة تحديات التوسع في المدائن المتزايدة. وهناك جزءٌ كبير من إطار عمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهو في الأساس شبكة ذكية من الكائنات والآلات المتصلة (المعروفة أيضًا باسم المدينة الرقمية) التي تنقل البيانات باستخدام التكنولوجيا اللاسلكية والسحابة؛ حيث تستقبل تطبيقات إنترنت الأشياء المستندة إلى السحابة البيانات وتحليلها وتديرها في الوقت نفسه لمساعدة المؤسسات والمستخدمين على اتخاذ قرارات أفضل تعمل على تحسين جودة الحياة؛ حيث يتفاعل المستخدمون مع النظم البيئية للمدن الذكية بطرق مختلفة باستخدام الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة والسيارات والمنازل المتصلة. ويمكِن أنْ يؤدي إقران الأجهزة والبيانات مع البنية التحتية المادية والخدمات للمدينة إلى خفض التكاليف وتحسين الاستدامة، ويمكن للمجتمعات تحسين توزيع الطاقة وتبسيط جمع القمامة وتقليل الازدحام المروري وحتى تحسين جودة الهواء بمساعدة إنترنت الأشياء.
وعلى سبيل المثال، تتلقَّى إشارات المرور المتصلة البيانات من أجهزة الاستشعار والسيارات التي تقوم بضبط إيقاع الضوء والتوقيت الاستجابة لحركة المرور في الوقت الفعل؛ مما يقلل من الازدحام على الطريق. يمكن للسيارات المتصلة بالشبكة الاتصال بعدادات وقوف السيارات وأرصفة شحن السيارات الكهربائية وتوجيه السائقين إلى أقرب مكان متاح. وتقوم أيضًا علب القمامة الذكية تلقائيًّا بإرسال البيانات إلى شركات إدارة النفايات، وتحديد موعد الاستلام حسب الحاجة مقابل الجدول الزمني المخطط مسبقًا. ومن هنا، أصبح الهاتف الذكي للمواطنين هو رخصة القيادة وبطاقة الهوية الخاصة بهم من خلال استخدام بيانات اعتماد رقمية؛ مما يسرع ويسهل الوصول لخدمات المدينة والحكومة المحلية.
فلماذا نحتاج المدن الذكية؟
أولًا: لأن التحضر ظاهرة لا تنتهي؛ فاليوم يعيش 54% من الناس حول العالم في المدن، وهي نسبة من المتوقع أن تصل إلى 66% بحلول العام 2050، مع النمو السكاني الإجمالي، سيضيف التحضر 2.5 مليار شخص آخر إلى المدن على مدى العقود الثلاثة المقبلة. ومن ناحية أخرى، فإنَّ الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية أمر لا بد منه لمواكبة هذا التوسع السريع الذي يفرض مواكبته لتوفير الموارد وتنميتها.
والسؤال الأخر: كيف تجعل تقنية إنترنت الأشياء المدن أكثر ذكاءً وأفضل؟
يعمل الاتصال اللاسلكي الآمن وتكنولوجيا إنترنت الأشياء على تحويل العناصر التقليدية للحياة في المدينة - مثل مصابيح الشوارع إلى منصات إضاءة ذكية من الجيل التالي ذات إمكانات موسعة، ويتضمن النطاق دمج الطاقة الشمسية والاتصال بنظام تحكم مركزي قائم على السحابة يتصل بأصول النظام البيئي الأخرى. وتتألق هذه الحلول إلى ما هو أبعد من احتياجات الإضاءة البسيطة؛ حيث تعمل مصابيح LED المدمجة عالية الطاقة على تنبيه الركاب بشأن مشكلات حركة المرور، وتوفِّر تحذيرات شديدة من الطقس، وتوفر تنبيهًا عند نشوب حرائق بيئية.
يُمكن لأضواء الشوارع أيضًا اكتشاف أماكن وقوف السيارات المجانية وأرصفة شحن المركبات الكهربائية وتنبيه السائقين إلى مكان العثور على مكان مفتوح عبر تطبيق الهاتف المحمول، وقد يكون الشحن ممكنًا حتى من أعمدة المصابيح نفسها في بعض المواقع.
وختامًا.. فإنَّه وبالإضافة إلى الأشخاص والمساكن والتجارة والبنية الأساسية كأساس للمدن الذكية، هناك أربعة عناصر أساسية لازمة لازدهار المدن الذكية؛ هي: اتصال لاسلكي واسع الانتشار، والبيانات المفتوحة، وأمان معلوماتي يُمكنك الوثوق به، مع وجود خطط تحسين مرنة قابلة للتطبيق، ويتم متابعة تنفيذها لتحقيق أفضل نتائج والخروج بمدن ذكية مستدامة تجعل حياة الناس أفضل وأجود.