أكدوا لـ"استديو الرؤية" مأمونية اللقاحات المضادة للفيروس التاجي

خبراء: ضرورة توخي الحذر الشديد لمحاصرة "كورونا".. والاستثمار في التقنية الحيوية يعزز قدرات مواجهة الأوبئة

الرؤية - مريم البادية

أفردَ برنامجُ "استديو الرؤية" حلقة استثنائية؛ باستضافة الدكتور علي مقداد كبير مسؤولي الإستراتيجية بمبادرة صحة السكان في جامعة واشنطن الأمريكية والمشرف على تنبؤات كورونا، والدكتور زيد بن الخطاب الهنائي أستاذ مساعد واستشاري الأمراض المعدية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس.

واستهلَّ المقداد حديثه قائلا: إن بعض الدول تشهد الآن الموجة الرابعة منها الولايات المتحدة، لذا فإنه ولحماية الاقتصاد يجب حماية الصحة أولا؛ حيث يجب الإغلاق بسرعة للحد من الوفيات، على أن يكون بالتنسيق مع التجار وألا يكون قرارا مفاجئا. وأضاف أن تحورات الفيروس تظهر في الفلبين ودول أخرى مثل الهند وبنجلاديش وباكستان؛ الأمر الذي يسبب زيادة في الإصابات والوفيات، لكنه أشار إلى أنَّ التخوف الأكبر يأتي من التحورات القادمة من البرازيل وجنوب إفريقيا. وأشاد المقداد بتعامل السلطنة مع الجائحة، قلائلا إن عُمان "اتخذت منهجا رائعا لمحاولة احتواء الأزمة". وبيَّن أنه من المتوقع أن تواصل الإصابات الارتفاع حتى 12 أبريل، فيما تزداد أعداد الوفيات حتى مايو، ومن ثم تبدأ المعدلات بالانخفاض في السلطنة. وبين أن بعض الدول -خاصة في منطقة الخليج- سيصعب عليها السيطرة على الفيروس خلال فترة الصيف، وذلك بسبب درجة الحرارة وتجمعات الناس في الأماكن المغلقة، لافتا إلى أنَّ هذا الفيروس موسمي ولن ينتهي من العالم.

وحول أعداد الإصابات، قال المقداد إن جامعة واشنطن لا تتابع الإصابات التي تعلنها الدول، وذلك بسبب نقص الفحوصات، بل تتبع الأعداد المتوقعة في كل بلد، مضيفا أن الأسبوع المقبل سيشهد نشر التوقعات بأعداد الوفيات في كل دولة. وفيما يتعلق باللقاحات، قال المقداد إنَّ الولايات المتحدة دفعت مبالغ باهظة لإنتاج وشراء اللقاحات، حيث إنَّ هذه الدول تعتقد أنها الأحق بهذه اللقاحات بسبب ما دفعته، مؤكدا أنَّ جميع اللقاحات المتوافرة حاليا آمنة، داعيا الجميع إلى سرعة تلقي اللقاح. ونفى المقداد أي علاقة علمية مؤكدة بين تلقي اللقاح وحالات التجلط الدموي، مشيرا إلى أنَّ الولايات المتحدة تسجل سنويا 100 ألف حالة وفاة بجلطات الدم.

من جهته، قال الدكتور زيد الهنائي إنَّ هذه هي المرة الثالثة التي تشهد السلطنة ارتفاعا ملحوظا في إصابات ووفيات كورونا، مرجعا ذلك إلى تهاون الكثيرين بالإجراءات الاحترازية. وأضاف: "أتوقع أن الموجات ستستمر حتى نصل إلى المناعة المجتمعية؛ لذا يجب التسريع في توزيع اللقاحات على الجميع". وأوضح الهنائي آلية عمل اللقاح في جسم الإنسان، قائلا إنَّ اللقاحات المتوافرة في السلطنة تعتمد على فيروس لا يتكاثر، محمَّلا بالشيفرة الجينية لبروتين كورونا؛ فجهاز المناعة يتعرَّف على البروتين ثم يكوِّن الأجساد المضادة لمهاجمة الفيروس. وأوضح أنَّ لقاح أسترازينيكا آمن ومرخص من دول عدة، وما حدث من تجلطات ليست سوى حالات نادرة، ولم يثبت حتى الآن ما إذا كانت هذه الأعراض مرتبطة باللقاح نفسه، وما زال ينصح بالأخذ به. وشدد الهنائي على ضرورة توخي الحذر عند تقديم المعلومة للمواطن، وتوفير المعلومات الكافية حتى تستمر الثقة بين المواطن والجهات المعنية. ودعا الهنائي إلى استثمار حقيقي في الصحة العامة والحماية من الأوبئة من خلال تأسيس مركز لمكافحة الأوبئة، علاوة على الاستثمار في التقنية الحيوية.

تعليق عبر الفيس بوك