إصدار جديد من "الذاكرة" يبحر في التراث الفكري العماني

الرؤية - أسعد اليعقوبي

صَدَر عن مكتبة "ذاكرة عمان"، العددان الخامس والسادس من مجلة "الذاكرة" (يونيو 2020)، واللذان تضمَّنا معلومات تاريخية ثرية وقيمة تعكس عمق الحضارة العمانية العريقة.

وجاءتْ افتتاحية المجلة -التي تحمل اسم "ديباجة"- بعنوان "بلد الحضارة والنهضة المتجددة"، وجاء فيها: فجر السبت الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة من سنتنا هذه، الموافق للحادي عشر من يناير، قرع المسامع في عمان والعالم نبأ رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه.

وتضمَّن العددان الجديدان من مجلة الذاكرة في الباب الأول "أبحاث ومقالات"؛ استعراضا لتاريخ العديد من المخطوطات والمصطلحات المعجميّة، إلى جانب الجوانب التشريعية والإدارية في الحفاظ على هذه المخطوطات؛ حيث جاء في مقال أحمد بن هلال بن ناصر العبري توثيقا لمجريات الحفاظ على المخطوطات العمانية في عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- من خلال استعراض التسلسل التشريعي الذي صاحب نشأة الأجهزة الإدارية المعنية بالمخطوطات والوثائق، إضافة إلى التشريعات المتعلقة بحمايتها والاهتمام بها.

وكتب سماء عيسى مقالة حملت عنوان "المأساويون في التاريخ العماني"؛ تناول فيها النهايات المأساوية لعدد من القيادات السياسية في عُمان إبّان عصور مختلفة، واتَّخذ من نجاد بن موسى المنحي نموذجا لإحدى هذه النهايات؛ من خلال تناول الصراع بين المدرستين النزوانية والرستاقية، في إحدى حلقاتها الأكثر حدة وتطرفا وتعصبا وعنفا، وهي فترة الإمام راشد بن علي بن سليمان الخروصي 473-513هـ. وهي الفترة التي شهدت رجم القاضي الشيخ نجاد بن موسى المنحي عام 513هـ، وهو نموذج لأكثر الطرق عنفا وقسوة في الخلاص من معارضي السلطة السياسية.

وتناولتْ المجلة عددا من عناوين المقالات والأبحاث التي استعرضت المخزون الثقافي والأدبي واللغوي والمجتمعي في تاريخ السلطنة؛ أبرزها: "بذل المجهود لنور الدين السالمي.. إطلالة لغوية" للدكتور حمد بن سالم الذهلي، و"المكان في شعر سنان بن خلف الغافري" لخالد بن محمد الرحبي، و"من نوادر التراث الدبي.. ديوان سيف بن ناصر المعولي" لأحمد بن حمد بن هلال المعولي، فيما كتب حارث بن سيف الخروصي مقالة بعنوان "الشاعر اللّواح في نصوصه ومدوناته". وكتب منير بن حمد السيفي "نسخة وقف السيد حمود بن أحمد البوسعيدي"؛ حيث استعرض المخطوطات التي تدل على اهتمام العمانيين بالأعمال الخيرية عموما والوقفية خصوصا. وكتب ناصر بن صالح الإسماعيلي "قضايا مجتمعية من القرن الثاني عشر الهجري" متخذا من السحر في كتاب "جامع البيان" أنموذجا لاستعراض إحدى قضايا تلك الفترة.

وحمل الباب الثاني من المجلة عنوان "نصوص"، بينما كان الباب الثالث بعنوان "خزائن". أما الباب الرابع فجاء بعنوان "مرصد التراث"، واشتمل الباب الخامس "صحيفة الذاكرة" على استعراض لبعض الأحداث والظواهر التاريخية، وذاكرة الزمان والمكان والمصطلحات والمفاهيم والعلوم والمصادر والمراجع. واشتمل الباب الأخير "قيد الفراغ" على مقال "التأريخ للجوائح والأوبئة".

تعليق عبر الفيس بوك