نُزل مسفاة العبريين.. نجم سياحي ساطع

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

 

وَصَف الشيخ الشاعر علي التنوفي مسفاة العبريين قائلا:

سقا الله أرضا لا يغيرها المحل

وثمر رباها لم يزل طيبا يحلو

وعندما تعرِّج إلى بوابة بيت البيتين في مسفاة العبريين، سترى نصًّا من الشعر يقول:

إن شئت تنظر بهجة الجنات

عرج هديت لبلدة المسفاة

هذه هي مسفاة العبريين نجم يسطع في سماء السياحة الداخلية؛ إذ استطاع الأهالي أن يجعلوا من هذه البلدة أيقونة سياحية تحتضن سياحاً من كل حدب وصوب، بها من الهدوء والطمأنينة ما يجعلها جنة من جنان الأرض.

وتعدُّ النُّزل التراثية منتج سياحي أسهم في إضفاء نكهة عمانية خالصة وأصيلة وفارقة على خارطة السياحة الداخلية، وتعتبر عنصرا من عناصر الجذب السياحي الفريدة من نوعها، والتي تفردت بها هذه البلدة القابعة في أحضان الجبل الأوسط من ولاية الحمراء، إلا أنَّ هناك بعضَ الملاحظات نأمل أن يتم النظر إليها من قبل الجهات المعنية ذات الصلة بها.

لا يخفَى علينا أن تلك النُّزل قامت بجهود أهلية بحتة وإسناد من الحكومة وأيضا من خلال بعض القروض التي يجب أن يراجعها أصحابها نظرا للوضع الذي آلت إليه الأمور مؤخرا دعما للنُزل.

المعلوم لدينا أنَّ هناك مسافة يقطعها السائح من مواقف السيارات إلى النُّزل، وقد تم تجهيزها بالإنارة من قبل النُّزل، وأيضا تكلفة تشغيلها تقع على عاتقهم، وهذه خدمة تعد مدرجة ضمن الخدمات البلدية كونها تقدم خدمة للسكان والزوار، أضف إلى ذلك بعض الخدمات البلدية الأخرى التي نأمل من البلدية أن تنظر إليها بعين الاعتبار.

ومن الملاحظ أن المنطقة -خاصة البلدة- تحتاج إلى صيانة عمرانية ورقابة بلديّة حتى تمنع أي تشويه لتاريخها العمراني ومنع عمل أي إضافات لتلك البيوت دون الحصول على موافقة الجهات ذات الصلة وهو الأمر الذي يحتاج تدخلا سريعا وفوريا حفاظا على هذا الإرث التاريخي المهم.

أما الأمر الآخر، وهو معنيٌّ بالإرشاد السياحي، والذي يتولاه أبناء القرية؛ كونهم الأدرى بها، ولكنها جهود ذاتية ويتوجب تدريبهم على الإرشاد السياحي ومنحهم تراخيص إرشاد سياحي معتمدة، وهذه دورات بالإمكان عقدها داخل البلدة، على أن يتضمن البرنامج دورة في الإسعافات الأولية للمرشدين وكافة العاملين بقطاع الضيافة بالبلدة، ونقترح أن تكون إحدى مبادرات المسؤولية الاجتماعية لإحدى مؤسسات القطاع الخاص بالسلطنة.

ومن ضمن القضايا ذات البُعد البيئي المهم: عدم وجود نظام صرف صحي لتلك النُّزل بالبلدة، إذ إن التوابع البيئية باهظة الثمن في بلدة تمتاز بكونها زراعية وخضراء.

وتسهم هذه النزل بدور مهم وحيوي في دعم الأسر المنتجة بالبلدة؛ فقد استطاعت أن تخلق فرص عمل وحركة اقتصادية وسياحية دؤوبة ومميزة.

واستطاعت أن تحمِي مناطق أثرية كانت على وشك الاندثار نتاج الهجرة من القرية إلى المدينة. إذن؛ أليس من حقها أن تنال ولو جزءًا يسيرا من اهتمام القطاعين العام والخاص، ودعمهم في تلك المسيرة، وإلغاء أي ضريبة أيًّا كانت لمساهمتهم في خلق فرص اقتصادية مباشرة.