الطائي يُثري نقاشات منتدى الاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية.. ويؤكد ضرورة التحلي بثقافة العطاء

الرؤية - مدرين المكتومية

شاركَ المكرَّم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة "الرؤية" المشرف العام على الشبكة العمانية للمسؤولية الاجتماعية، أمس، في أعمال منتدى الاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية لتحالف المنظمات للعام 2021، والذي عُقد تحت شعار "نحو تمكين ممارسات المسؤولية المجتمعية في دول الشرق الأوسط"؛ وذلك بحضور كوكبة من ممثلي المؤسسات الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية، والباحثين والمهتمين والعاملين في مجال المسؤولية المجتمعية، إضافة للمنظمات الحكومية والخاصة والمجتمعية المتخصصة في مجالات المسؤولية المجتمعية بدول الشرق الأوسط، ومنظمات ووكالات الأمم المتحدة والهيئات الدولية ذات الصلة بمجالات المسؤولية المجتمعية.

وناقش المنتدى في أعماله أهمية ايجاد معايير ومقاييس دولية حديثة في مجال المسؤولية المجتمعية، واتجاهات وممارسات منظمات الأمم المتحدة للمسؤولية المجتمعية، بجانب تسليط الضوء على عدد من الفعاليات والمناشط الدولية المعززة للممارسات المسؤولية المجتمعية، وطرح نماذج وقصص نجاح، علاوة على تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تقف عائقا أمام تمكين ممارسات المسؤولية المجتمعية في دول الشرق الأوسط وآليات الاستجابة لها. واستعرض المنتدى وضع خارطة طريق لتمكين ممارسات المسؤولية المجتمعية في دول الشرق الأوسط، إلى جانب وضع ميثاق تعاون.

وألقى الطائي كلمة أعرب فيها بدايةً عن تقديره لمنظمي هذا الحدث؛ لما يُمثله من فرصة حقيقية لتبادل الأفكار والمقترحات؛ من أجل توفير مناخ ملائم وإضفاء مزيد من الأفكار والمنهجيات والمبادرات التي تسهم في إيجاد برامج مجتمعية أكثر تنظيما، وتحقق الفائدة على المديين المتوسط والبعيد، خصوصا مع ما يجسده عنوان الملتقى الرئيسي من إدراك واهتمام بالغ بأهمية خدمة وتنمية المجتمعات العربية؛ وهو ما يختزله العنوان الرئيسي لهذه الدورة، الطامحة لإكساب العمل المجتمعي للمنظمات والهيئات صفة الديمومة والاستمرارية؛ استثمارا لأهمية بالغة باتت لصيقة الصلة بالدور المجتمعي للجميع في الارتقاء بمستويات الرفاه العربي.

وأضاف الطائي أنَّ برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات والهيئات والمنظمات، مدت يد العون لدعم وتنفيذ المشاريع والبرامج الموجهة لدعم الفئات المختلفة في كافة ربوع الوطن العربي، لافتا إلى اعتبارها جهودا ينبغي أن تتضاعف لتحقيق استدامة برامج تنموية تخدم مصالح الجميع. وذكر أنه في ظل ما يعشيه العالم من جائحة غير مسبوقة وبتداعيات في غاية الصعوبة بسبب فيروس كورونا المستجد، فإن ما تحقق من جهود مجتمعية من الجهات كافة ينأى بمفهوم المسؤولية الاجتماعية عن أن يكون مجرد درب من دروب الرفاهية، أو عملا من أعمال الدعاية التسويقية للشركات والهيئات والمنظمات المجتمعية؛ بل باتت ركنا أصيلا في مسيرة التنمية المستدامة، ووجها تطبيقيا للمفهوم النظري لتضافر وتكاتف جهود الجميع من أجل إتمام مسيرة البناء والعطاء، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين الجميع.

وشدد الطائي على ضرورة الالتزام بـ3 ركائز أساسية، وصفها بأنها العوامل المشروطة عند تنفيذ مشروعات وبرامج المسؤولية الاجتماعية للشركات والمنظمات وكافة الجهات الفاعلة في هذا المضمار. وأبرز الطائي الركيزة الأولى وهي ضمان تحقيق النمو الاقتصادي، في حين أن حماية البيئة ركيزة ثانية، بينما تتمثل الركيزة الثالثة في دعم المجتمع المحلي، لافتا إلى أنَّ هذه الركائز مجتمعة تنضوي تحت مظلة جملة مبادئ أساسية مفروغٌ منها؛ من حيث مسؤولية الجهة المنفذة لبرامج المسؤولية الاجتماعية عن الأنشطة التي تقوم بها وآثارها المجتمعية، وتحليها بالشفافية، والتزمها بالسلوك الأخلاقي القويم الذي يقوم على المبادئ الحسنة، وكذلك احترام حقوق الإنسان المستهدف بالأساس. وأكد أن توحيد جهود وطاقات المسؤولية الاجتماعية، لهو المطلب الأهم، والغاية التي نسعى لتحقيقها، لا سيما في ظل النجاحات المتحققة لهذه البرامج وما تؤصله من تكاتف مجتمعي قادر على تعظيم الفوائد التنموية. غير أنَّه أوضح أن هذه الجهود، الجديرة بالثناء، بحاجة لإطار تنظيمي يعظم حجم المردود المرجو منها، وترتيب الأولويات، وتوحيد الجهود، ورفع مستويات التنسيق؛ من أجل تحقيق الاستفادة الكاملة.

تعليق عبر الفيس بوك