5 قصص قصيرة جدا

سعيدة البرعمية

 

كورن فليكس

ذات مساء وفي بستان يكثر فيه النخيل، خطف الأبُّ لحظات من الزّمن ليستريح بعد طول عناء، غمز له ابنه، وقال: ماذا يا أبي لو زرعنا كورن فلكس بدل النارجيل؟ الأبّ في دهشة، وماذا بعد يا بُني، الابن: إمممم، نوتيلا.

قبض أصابعه بشدّة.. رافعا يده للأعلى، ويصرخ: واوو، كم هو رائع!!

**********

 

نكرة

ذات يوم وبفعل الرياح، سقطت بعض الحصوات من الجبل الراسخ، تناثرت في الهواء إلى أن وصلت الساحل واتخذته مأوى لها، ضلّت هناك وتاهت عن أصلها.

**********

 

الحافية

أمسكت جويس المرآة ذات صباح، وأخذت تتأمَّل وجهها وتبتسم، ونأت بخيالها في حضيض عينيها الحالمتين، اقترب منها والدها هامسا في أذنها، لقد أحضرت لك حذاء مريحا، وستبدين أنيقة باحتذائه. لم يعجبها الحذاء، كما أنها لم تكن به أنيقة.

شعرت ذات يوم وهي تمشي، أنها بفردة واحدة، وخفها يحتذي الغبار، وقد تجرّحت أطراف أصابعها؛ فأخذت الفردة الأخرى ورمتها بعيدا خلفها، وشرعت تنظر في مرآتها.

**********

 

نبض الزئبق

تماهَت نظرة التمساح في كينونة ملك الطيور، بجاذبية تُثير الدهشة، لقد تزاحم نظره وتكاتلت نبضاته في ذهول تام؛ فابتسم بزيف وارب.

أدرك الطاؤوس حجم الموقف، واستعرض ما تبقَّى من بهرجته المليئة بالعجرفة والكبرياء، فإذا به يغني.

**********

 

الإرث

على مكان مرتفع يحفه البحر والجمال ورائحة القهوة، جلست "طفول" تتصفح برامج التواصل، تقلّب الصفحات وتتذوق الأفكار، قرأت تغريدة لابنها "المرأة ناقصة عقل ودين"، السهم ذاته الذي أصاب جدتها منذ زمن.

تعليق عبر الفيس بوك