شكرا لكم شرطة عمان السلطانية

 

خليفة بن عبيد المشايخي

ليس بغريب أن تكبر الهمم لتعانق هامات السحب وعلياء الثرياء، وليس بمستحيل صنع المعجزات في وقت تعدد رجاله وكثر أوفياؤه، وتوفرت أسباب رخائه لأذكيائه، فتميز أولئك بما عملوا وقدموا، فصاروا بفضل الله عليهم وبركاته من أنقيائه، ولما كان العطاء بحجم الإنجاز وتعاظم الإخلاص، أتت الأعمال من رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن هذا الوطن وحياضه ومقدساته المبهرة، وتعالت الأشغال مستوية متقنة، ونما وهج المسير منهم فكان أحسنه، ومن ثم ما كان منا إلا أن نقول هنيئا لنا بمن جاهد وأعلى الصروح، وسهر ليلة ومثنى وثلاث ورباع، من أجل أمانة أداها بضمير وروح.

إن تطور الأمم والحضارات والشعوب وازدهارها، يأتي بناء على جهود بذلت في جوانب تنموية ومجتمعية مختلفة، كما حدث ذلك للعمل الشرطي لدينا في السلطنة، إذ حظي هذا القطاع بنصيب وافر من التحديث والتطوير، أفضى إلى وجود تشكيل وجهاز شرطة متطور ومتكامل الأركان والعناصر، يعمل وفق أحدث منظومة شهدتها القطاعات الأمنية في دول العالم المتحضر.

إنه من المعلوم أن تطور جهار شرطة عُمان السلطانية لدينا في عمان، لم يأتِ من فراغ، وإنما أخذ في النمو والتطور بناءً على توجيهات سامية من لدن سلطان حكيم، وفق خطط وبرامج مدروسة، ومجالات علمية وعملية استوفت الكثير من الأسس، وراعت الكثير من الأمور والجوانب المتعلقة بتطور العالم وتسارع وتيرة النمو السكاني، وأساليب الجريمة والبحث والتحري والضبط، وأدوات السطو المسلح وبرامج التخريب والعبث وغيرها.

 فهذا الجهاز الفتي الذي يضطلع بدور كبير في حفظ النظام والأمن العام والآداب الاجتماعية في حدود المجتمع العماني، أضحى واحداً من أكفأ الأجهزة الشرطية في العالم من حيث كفاءته وأعماله وواجباته المتعددة ومهامه المختلفة، وكذلك ما يقدمه من خدمات للمواطن والمقيم في كافة المجالات، وقبل ذلك ما يشيعه من طمأنينة وسكنية على امتداد رقعة هذا البلد، وما يكفله فيه من حماية للأرواح والأموال والأعراض.

إن جهاز شرطة عمان السلطانية تعاقب عليه قادة وضباط عمانيون أكفاء، نقلوه إلى أن يكون متطورا ومحدثا بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فغدا جهازا متطورا من حيث التخصصات والعدة والعتاد والمنشأة، ومن حيث ما يتمتع به من وجود رجال عاملين وموظفين عمانيين من الجنسين في كافة الميادين، جاؤوا من رحم هذا الوطن الأبي، ومن مجتمع كريم متراحم عطوف تميز بالبسالة والشجاعة، وبالطيبة والكرم والنخوة والشهامة، وبتقدير الجميع واحترامهم.

لذلك فإننا اليوم نجد منتسبي شرطة عُمان السلطانية بهم من والوعي والدراية والفهم والثقافة والمعلومة والعطاء والفداء والتضحية وحب الخدمة والعمل لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، ما يجعلنا نفخر ونسعد بهم، وما يدعونا إلى رفع القبعة لهم تعظيما وسلاما، موجهين شكرنا العظيم وتقديرنا البالغ والتحية العطرة لهم جميعاً أينما تواجدوا في كل شبر وبقعة وميدان.

إن قول جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه "إن مهمة الشرطي وإن كانت صعبة فهي مفخرة، فإنَّ العمل يتطلب منه الإخلاص والأمانة أولاً، ثم مواصلة الجهد بلسان حلو ووجه بشوش" جاءت محفزة ورافعة للهمم، وهذا فعلاً ما نجده ونلمسه منهم.

كلنا نعلم حجم المنشآت الشرطية وعددها وحداثتها واتساع رقعتها في عرض البلاد وطولها وشرقها وغربها، التي جاءت تلبية للحاجة الملحة والمتزايدة لأعمال الشرطة المتعددة في المجتمع نظراً لنموه وتطوره، ولتمكين رجال الشرطة من القيام بواجباتهم المختلفة عليه أينما كانوا وفي كل الظروف والبيئات، إلى جانب تعزيز مستوى الجاهزية والأدوار والمهام التي يضطلع بها هذا الجهاز الذي أصبح مبهرا في سرعة إنجاز الخدمات المقدمة منه للمجتمع والجمهور، فما تلبث أن تمكث جزءا يسيرا من الوقت في أي مركز ودائرة لإنجاز معاملة ما، إلا وترى سرعة الإنجاز منهم في زمن قياسي جدا.

إنَّ جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه قال "إن الوظيفة تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذا أو سلطة، وهذا ما ترجم بسلاسة وإتقان وعلى أرض الواقع من قبل الشرطة الذين تم صقلهم بالدورات والتدريب في مجالات علمية وعملية مختلفة، إلى جانب تدريسهم بعلوم وطرق وأساليب مختلفة تخض طبيعة عملهم، ليتحقق من ذلك كله مجتمع آمن وبلد مستقر، فشكرا لكم شرطة عُمان السلطانية قيادة ومنتسبين على ما قدمتم وتقدموا، والله نسأل لكم التوفيق والإعانة والسداد، وبوركتم ومعاملتكم الإنسانية للجميع.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك