علي بن سالم كفيتان
لا أعرف الرجل ولم يتواصل معي لكن وضعه بات معروفاً عبر مُناشداته في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ حياته من مرض مجهول ليس له علاج على أرض الوطن، وحسب حساب الأخ بخيت على موقع "تويتر"، فقد رفع مناشدة إلى المقام السامي وعرض تقارير طبية تُثبت بما لا يدع مجالا للشك استحالة علاجه على أرض السلطنة مما يستوجب سفره للخارج.
لا أدري لماذا تظل وزارة الصحة مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه الحالات؟ فالمنطق يقول إن هذه الوزارة معنية بعلاج المواطن إن توافر علاجه في الوطن، وإن تعذر، فهي المعنية كذلك بتسفيره للخارج. لكن ما يحدث هو العكس تمامًا؛ دون محاسبة، ومما يفاقم الوضع أنه لا يجب على بخيت- أو من هو في مثل حالته- أن ينادي عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى يأتيه المدد من جلالة السُّلطان أو السيدة الجليلة أو أحد أصحاب السُّمو.. إنَّ هذه هي مسؤولية وزارة الصحة وكثرة هذه الحالات وتسليط الضوء عليها عبر المنصات الإلكترونية، يُضعف صورة القطاع الصحي ويظهر الرعاية الصحية بصورة باهتة، فمتى تستطيع الوزارة تحمل مسؤوليتها تجاه هؤلاء دون التعريض بهم وبالمؤسسات في الفضاء الإلكتروني؟
لقد ظهرت عدة حالات خلال الأعوام الماضية تعاني من نفس الأعراض، فنجد تدخلاً من سلطات لا تمت بصلة لعمل وزارة الصحة، لكنها تتدخل من واقع مسؤوليتها الأخلاقية والأدبية لحفظ روح عُمانية طاهرة تعاني على أسرّة المرض دون علاج أو إعطاء بدائل ناجعة، وهنا نتقدم لمثل تلك الجهات والشخصيات الوطنية بكل التقدير والاحترام؛ فهم ما زالوا الملاذ لمن تقطعت بهم سبل العلاج، وحالة الأخ بخيت بن محمد أفصحيت الشحري نادرة حسب التقارير ولا علاج لها في عُمان. وسبق أن كان هناك تواصل بين المكتب السلطاني والمذكور- حسب ما ذكر عبر حسابه على تويتر- فتفاءل الجميع بنهاية لمعاناته المستمرة منذ عدة سنوات، لكن معاودة التغريد مجدداً ومناشدته للمقام السامي الأسبوع الماضي، دفعتنا للتجاوب مع حالته لنكتب هذا المقال، ونناشد كل من له علاقة لإنقاذ الأخ بخيت الشحري.
من الواجب علينا في هذا المقام أن نسجل كلمة شكر وتقدير واحترام للسيدة الجليلة- حفظها الله ورعاها- وما تقوم به من أدوار عظيمة ولمسات إنسانية حانية في مُختلف أرجاء عُمان، ابتداءً من دعم تلك الصبية الصغيرة بائعة "الآيسكريم"، ومروراً باتصالاتها واطمئنانها على شخصيات عامة، تعرضت لوعكات صحية، وتقديرها لأصحاب المهن الشريفة ممن يكدون من أجل لقمة العيش بشرف، واستقبالها في قصر البركة العامر لفتاة كانت تعاني من مرض السرطان وتحقيق أمنيتها قبل أن تغادر عالمنا.. كل تلك الخطوات نتابعها كشعب بعين الرضا، فأصبح كل عُماني على موعد مع السيدة الجليلة التي فتحت بابها للناس؛ بل وذهبت إلى بيوتهم وقراهم، لتفرّج عنهم وتزيح الكرب الذي ألم بهم.. ومن هنا نناشدها- حفظها الله- النظر لحالة بخيت الشحري الذي يعاني بصمت على سريره البارد في مستشفى السلطان قابوس بصلالة، وفك كربته وكربة أسرته التي تعاني معه مذ عدة سنوات من مرض مجهول لا علاج له في عُمان، وننتظر أن تزرع السيدة الجليلة ابتسامة جديدة على مُحيا هذه الأسرة مثلما فعلت في مناسبات كثيرة- حفظها الله-.
نقول لبخيت الشحري إنك لست وحدك في محنتك بل كل أبناء وطنك معك، ونتوسم خيرًا في حكومتنا الرشيدة وفي كل من سمع عن حالتك، أن يفرّج عنك هذا الألم؛ فجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- يُولي اهتماماً بالغاً بالجميع في هذا الوطن، ويسعى لتأمين العيش الكريم ومد يد الرعاية الصحية لكل مواطن، وهذا ما يقودنا للاطمئنان بأنَّ حالة بخيب ستكون في أيادٍ أمينة وكريمة بإذن الله تعالى.
وخزني ضميري قبل كتابة هذا المقال لمناداة أم عُمان السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية، لغوث وإنقاذ بخيت الشحري؛ فهي ذلك القلب الرحيم الحاني لكل من يُعاني ألماً أو يحس وجعاً في كل شبر من هذا الوطن.