ماذا لو؟!

 

طفول سالم

ماذا لو وصلت إلى يد كل واحدٍ منِّا هدية خاصة مكتوب عليها هذه خارطتك إذا أردت الهروب من هذا العالم مجهولا؟، ومصدر الرسالة مجهول.

ماذا لو أصابتنا شظايا على غفلة دون أن ندري مصدر هذه الشظايا التي خطفت القلوب والأبصار؟ ماذا لو لم تصيبنا الكتابة برهاب البوح والهروب من النقد والخوف من سيف الكلمات؟ ماذا لو تلك اللحظات لا نستطيع أن نظل فيها منكسرين متوجعين. لندخل دوامة الـ"هل وكيف ولماذا" التي وضعنا فيها؟

ماذا لو ابتعدنا عن كل شيء، واستفردنا بأنفسنا فقط؟. حتى لا نجد عذرًا لتساؤلات ولا إجابات لمحاكمة غير عادلة نتشارك بها جرعة التحيز بثأر أو بعقاب.

من هذا العالم المجهول؟!!

ماذا لو فات الأوان؟ حيث لا نستطيع التبرير حينما نجد الحياة قد سرقت منِّا لحظات الدفاع!! ماذا لو ننتظر فقط الوقت يمر لتختنق أرواحنا منتظرين؛ وتتزاحم تلك المشاعر داخلنا لتفيض الدموع؛ وينتابنا صمت طويل؟

ماذا لو لم يكن هناك خط فاصل بين الأفكار والمشاعر وبين الزفير والشهيق وبين النوم والصحوة؟.

ماذا لو لم نتجاهل تلك الأصوات الخفيَّة التي تكلمنا من بعيد ولا نراها؟؟ قد تكون أرواح من غادرونا منذ سنين أم هي إشارات كونية حين ينادون علينا بأسماء غريبة. لنتشارك جرعة تصالح مع أرواحنا.

‏ماذا لو احتجنا الكثير من الوقت؛ ‏حتى يُغادرنا هذا الانطفاء ‏الذي سيطر على كل تفاصيلنا ولا نجد له شيئاً ينقلنا من الانغماس في الفراغ ومتاهات الأيام.

ماذا لو نشك أننا نعيش في عالمين مختلفين؟؟

وحين نرى أننا في وضح النهار نمشي ونتحدث ونأكل هذا ما يجعلنا صامدين ومصرين أن نعيش الغفلة حتى لا ندخل عالم الحقيقة ويرانا الآخرون مجانين نعيش المجاز نعيش أكذوبة الحياة ونعيش الأحزان والأوهام والأسقام والبؤس والحزن وقليلاً ما تصاحبنا الأحلام والذكريات اللطيفة لأنَّ مساحاتها في الحياة قليلة جداً، وزاويتها ضيقة.

لكن الذي منا يستطيع أن يعمر الخيال بالأحلام  والاخضرار والمشاعر اللذيذة عليه كذلك أن ينساب مع شلال الكوابيس والاكتئاب ولا يُقاوم.

ماذا لو عشنا بوعي دائم مستمر في حركاتنا وسكناتنا هل سنكون أفضل؟ ماذا لو تعطل اللاواعي لدينا ولا توجد فرصة الغياب عن الوعي المستمر؟ لاشك أن وجوهنا ستتهشم سوف ينمسح الفاصل بين الحقيقة والخيال ولن ندري من نكون وما نحن عليه ولماذا نحن هنا!؟

ويعود السؤال ماذا لو؟

هل كنَّا نسير عُميانا طيلة تلك السنوات الماضية؟!

ربما كان ينبغي أن نستمع لتلك الأصوات منذ مدة طويلة..لكننا نتشبث بأوهامنا ومخاوفنا ونهرب من كل شيء قد يخل بتوازننا.. ومن كل صوت يحاول أن يوقظنا.

تعليق عبر الفيس بوك