كيف نجذب ونصنع الجماهير الرياضية؟

 

محمد العليان

هناك علاقة بين المجتمع والإدارة والاستثمار والرياضة والإعلام لايمكن فصلها بأي سبب كان عن بعضها البعض، فتكامل أو نجاح أي مشروع رياضي يجب أن يشمل تلك الركائز الخمس سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات أوالمناسبات والأحداث الرياضية المختلفة.

نعلم أن الرياضة في أي لعبة أو حدث لا تنجح وتتطور وتستمر إلا بوجود الجماهير وحضورهم؛ فالجمهور هو ملح البطولات والمدرجات والملاعب تساند وتشجع وتقف وتتابع، ووجود هذه الجماهير يأتي من خلال المجتمع. ولكي يأتي ويدخل الاستثمار في الرياضة ومال القطاع الخاص ويكون شريكا أساسيا في الرياضة لابد من تنمية تواجد وحضور ومتابعة الجمهور، ولاستمرار ذلك لابد من المال، والعمل الذي يأتي من خلال المستثمر، وفوق ذلك لابد من تواجد عقول ذكية مبتكرة لديها الطموح والجدية لكي تعمل لإدارة مثل هذا العمل، كما إن تواجد الإعلام الرياضي التفاعلي مع الحدث ودعمه يبرز كل ذلك العمل، ولذا الأساس هو المجتمع الذي يجب أن يكون متيناً وقوياً وعلى علاقة إيجابية بالرياضة ومتابعا بشكل جيد ومستمر للرياضة.

ومن هنا يجب أن نسعى دائماً لتأصيل وتوطيد الرياضة في المجتمع؛ فعندما نريد أن نعمل في إطار لعبة كرة القدم وهي اللعبة الأولى في العالم صاحبة الشعبية الكبيرة، فهنا على الأندية أن تعمل من داخل المجتمع المحيط بها وليس من خارجه وأن تبحث عن كيفية دمج المجتمع بجماهيره مع الرياضة؛ خاصة كرة القدم؛ حيث إن الأسرة جزءٌ من النادي في كل حالاته. ولذا علينا أن نسأل كيف نؤسس لمشاريع وأنشطة مختلفة مثلاً غير كرة القدم وللرياضة بصفة عامة تربط بين المجتمع والنادي؟ لاسيما إذا ما علمنا أنها جزء من حياة الفرد في المجتمع كممارسة يومية، وتخلق التفاعل والتواصل والاستمرار والاندماج، ومن ثم تؤدي إلى الحضور الجماهيري الذي يتأثر اليوم بالإعلام وطرحه.

والإعلام مطالب بأن يمارس دوره في التغطية ونقل الأحداث الرياضية؛ كالمباريات والمناسبات والمباريات النهائيات، وغيرها من البرامج المختلفة، لضمان دمج المجتمع وأفراده فيها، حتى يكون شريكا أساسيا في الرياضة يفيد ويستفيد، ويثير ويُحمّس المجتمع نحو الرياضة أو كرة القدم تحديدا، والدمج أيضاً من خلال الذهاب للأسرة في البيت والشارع والمدرسة والأحياء والملاعب في الحارات والشواطئ وفي الجامعة والأسواق، وأن يكون للجمهور حضور من خلال التغطية الإعلامية؛ سواء عن طريق الاستطلاع والاستفتاء والمسابقات التفاعلية، وغيرها من الأمور التي تُؤدي لزيادة الاستقطاب ونسبة المشاهدة والمتابعة والحضور والتفاعل والإحساس بأنهم جزء من هذه المنظومة الرياضية يتفاعل معها وتتفاعل معه في كل حدث رياضي.

كما إن بيئة الأندية بالذات يجب أن تكون حاضنة ومستقطبة وجاذبة للمجتمع وأفراده، لا أن تقتصر الأندية على اللاعبين وإدارات الأندية فقط، ولكي يشعر المجتمع وأفراده بأنهم جزء من النادي ومن تطوره ونجاحه ويتأثر معه بالفوز والخسارة، لابُد من العمل المستمر على تأكيد أهمية الانتماء بما يتوافق مع المجتمع ورغبته، ويجب أن يكون أكثر تفاعلا وتواجدا وحضورا.

آخر الكلمات: "من يخدم سيدين يكذب على أحدهما".