الإعلام ركيزة للتقدم الابتكاري

 

سُعاد بنت سرور البلوشية

 

 

بالتزامن مع تسارع وتيرة التقدم التقني والمعلوماتي الذي يُحيط بنا، نجد أنفسنا في حاجة ماسة إلى إعلام ابتكاري، يواكب مختلف التطورات التي نشهدها من حولنا خاصة في ركيزة البحث العلمي والابتكار، أحد أهم مرتكزات المرحلة القادمة من رؤية عُمان 2040، وفيها تستدعي الحاجة صناعة إعلام متطور قادر على التكيف في بث رسائل وتقديم محتوى، بمضمون عميق ومفهوم لدى كافة شرائح المُجتمع.

 

إنَّ القدرات الإبداعية التي تمتلكها الكفاءات الوطنية العُمانية المهتمة بالبحث العلمي والابتكار، تحتاج وبشكل مستمر إلى إعلام مواكب يدعم الإبداع، ويسلط الضوء عليه من شتى النواحي وبمختلف القوالب والوسائط المتاحة، حتى يكون حقيقة من حقائق الحياة التي نعيشها والتي هي دائماً بحاجة إلى الابتكار والتطوير.

 

إنَّ الإتقان التام من قبل تقسيمات الكفاءات والموارد البشرية في مختلف مؤسسات الإعلام الحكومي والخاص لدينا، بحاجة إلى متابعة وإطلاع جاد وقراءة مطولة حول الموضوع، لإنتاج نصوص وتكوين محتوى لرسالة إعلامية تعكس الصورة الواقعية وبمصداقية تامة، فقضايا البحث العلمي والابتكار والتطوير في الأفكار، من الأولويات المهمة التي ينبغي إعادة نشرها بين الحين والآخر، ولكن بطرق وسياقات ونماذج أعمال جديدة وأشكال مُستحدثة بعيدة عن الرتابة والروتين التقليدي. 

كما أن نماذج الأعمال والمبادرات الابتكارية الناجحة في العديد من المجالات، هي في الواقع موجودة ومنتشرة في مختلف أنحاء السلطنة، إلا أنَّ التحدي يكمن في كيفية وصول الإعلام إليها، فهناك الكثير من الطاقات الكامنة خارج حدود محافظة مسقط، بحاجة إلى التواصل والإظهار والانخراط مع الجمهور، كمحتوى قد يُشكل مؤشراً لما يمكن تحقيقه في اقتصاد المعرفة.

 

وبما أنَّ الإعلام على اختلاف قنواته ووسائطه جزء وركيزة أساسية من وسائل التثقيف والتعليم والتزود بالأخبار والتعرف على الأحداث، فإنَّ استثمار التقنيات والأدوات الفنية التي تمتلكها وسائل الإعلام هذه، قد يساهم في إيجاد سلسلة من التحولات الأساسية، التي من شأنها إحداث بعض المفارقات كالتأثير في السلوكيات والتغيير في الاتجاهات، خاصة فيما يتعلق بتحقيق التنويع الاقتصادي والمنافسة في السوق بالسلع والمنتجات أو التقنيات، والتركيز على المعلومات والمعرفة بالتطوير في المهن والتصنيع بالاندماج، لذلك أرى أنَّ الحاجة إلى إعلام يركز على البحث العلمي والابتكار، أضحت ضرورة كمختلف الاحتياجات التي تلامس اهتمامات المواطنين.

على هذا النحو سيكون لعدسة وسائل الإعلام وهي تقترب من مشهد البحث العلمي والابتكار، بشكل أكثر وضوحاً مع التركيز على التحديات التي تواجهها في كافة أرجاء السلطنة، مع الإحاطة بالمعرفة للظروف الاجتماعية والثقافية للمبتكرين وماهية الابتكارات التي يقومون بها وتأثيراتها، فرصة للعديد من الداعمين والمهتمين الرسميين أو الأفراد عامةً لاكتشاف حقائق ورؤى جديدة، فهم بحاجة فعلية إلى الاحتواء والاحتضان للنمو والازدهار، وبالتالي ضمان ديمومتها واستمرارها في تحسين حياة الناس اقتصادياً أو اجتماعيًا.

تعليق عبر الفيس بوك