مصطلح المسابقات في عصرنا الحالي

جليلة بنت سيف الهنائية

تدلُّ المسابقات على المنافسة الشريفة التي تنشأ بين الأفراد في مجالات وأغراض متنوعة. وقد كانت المسابقات موجودة منذ القدم واستمرت حتى عصرنا الحالي؛ وذلك لما لها من دور عظيم في مختلف جوانب الحياة بالتحديد في المنظومة التعليمية.

عرفت الأجيال القديمة أهمية المسابقات في العلم، فقد كانوا يقيمون المنافسات في أسواقهم بين الشعراء في اللغة والأدب؛ فظهر نتيجة ذلك عدد من الشعراء. كما ظهرت المسابقات في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يطرح المسألة على أصحابه ليرى ما عندهم من علم، ومثال ذلك ما رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "أن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني عنها ما هي؟ فوقع الناس في شجرة البوادي قال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال: "النخلة") رواه البخاري.

استخدم مصطلح المسابقات في عصرنا الحالي بشكل كبير ليدل على التنافس الشريف في أحد ميادين الحياة؛ فلا شك أنَّ للمسابقات أهمية عظيمة ودورا إيجابيا في المنظومة التعليمية، فهي تحفز الطلاب على التعليم والبحث والدراسة والابتكار، حيث تشهد المؤسسات التعليمية في السلطنة العديد من المسابقات الدورية؛ فبمجرد أن تتطلق مسابقة تجد أن روح المنافسة تشتعل بين الطلاب فيهرع كل منهم ليظهر أفضل ما لديه. وهذا يسهم في تفعيل المنهج الدراسي وتخليص الطلاب من القلق والخجل من خلال التعاون مع أصدقاء جُدد، والتعرف على تجاربهم وسعيهم للظهور بأفضل صورة أمامهم من خلال إبراز أفضل أعمالهم .

فبطبيعته، يميل الطالب إلى اكتشاف الجديد والمسابقات تساعده على ذلك؛ وبالتالي تُسهم في تنمية مواهبه وتعزيز ثقته بنفسه، ولا يتم ذلك إلا من خلال التخطيط المبني على رؤية واضحة تشمل صياغة أهداف قريبة وبعيدة المدى، والاطلاع على تجارب لأثر مسابقات سابقة محلية كانت أو عالمية.

يُمكننا القول إنَّ للمسابقات أهمية عظيمة في تنمية الوطن؛ لأنها تُسهم في دفع المنظومة التعليمية؛ وبالتالي رفده بالمواهب العلمية ليتم صقلها ومتابعتها واستثمارها بما يخدمه.

تعليق عبر الفيس بوك