دور الملحق الإعلامي في الترويج السياحي

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

‏ نالت السلطنة بل وتبوأت مراكز سياسية مُميزة على مر السنين ولا زالت  تتربع على عرش الدبلوماسية العالمية المتوازنة، ‏الأمر الذي يجعل منها دبلوماسية الأمن والسلام وكان للعديد من المبادرات السياسية العمانية بصمات لا تُنْسى ساهمت في إرساء قواعد الطمأنينة والسلام بين الدول.

ومنحت العديد من المؤشرات العالمية التي تقيس الاستقرار السياسي والأمني العالمي للدول، السلطنة مرارا مراتب عالية. ومع توافر كل هذه المعطيات والتي نادرا ما نجد دولة استطاعت أن تحصل عليها في المنطقة يتوجب توظيف تلك الإنجازات من خلال سفاراتنا خارج السلطنة.

ومن هنا ينطلق دور الملحق الإعلامي حيث يتوجب ألا يقتصر دوره على الجوانب السياسية للبحث أو متابعة مجريات الأمور الإعلامية ذات  النفع السياسي،  إلا أن الوضع الحالي لهذا الدور بحاجة للمراجعة.

ومعلوم أنَّ لدى وزارة التراث والسياحة عددا من المكاتب والتي يطلق عليها مكاتب التمثيل السياحي منتشرة في بعض الدول ويتم دعمها مالياً من خلال موازنة معتمدة سنوية نأمل أن يتم إشراكها في هذا الأمر.

‏وبما أن السياحة ‏أصبحت من أهم القطاعات الاقتصادية التي تحظى بالاهتمام  في مختلف أرجاء العالم إذاً فهي بحاجة فعلاً إلى الإعلام والترويج على نطاق أوسع باستخدام كافة الوسائل المتاحة.

‏وهنا يتجلى دور الملحق الإعلامي لكونه على معرفة وتواصل مع كافة الوسائل الإعلامية  للدولة المضيفة من خلال تواجده بسفارات السلطنة الموزعة حول العالم وبدلاً من أن ينحصر دوره فقط على جانب الإعلام الرسمي يتوجب أن يتم إعداده وتأهيله مع كافة الملحقين الإعلاميين الآخرين ليمثلوا قطاع التراث والسياحة وترويج الاستثمار السياحي.

‏الأمر ليس معقداً أو صعباً كما يرى البعض فمن خلال إعداد الملحقين الإعلاميين ومنحهم تدريبا (قبل الانتداب) حول وسائل التسويق والترويج السياحي المحترف لا شك أنَّ الأمر سيأتي بفائدة عظيمة على سياحة السلطنة.

‏إعلامنا السياحي يجب أن يمثله من يعمل على خلق وعي سياحي وتنمية الصورة السياحية للسلطنة باستخدام شتى الوسائل لتحقيق هذا الهدف كما يتوجب على الملحق الإعلامي أن يكوّن قاعدة معرفية سياحية لدى الدول المضيفة وتعمل تلك المعرفة على التأثير وجذب السياح للسلطنة. ‏كما يجب عليه أن يعمل على  استكشاف الفرص المتاحة لفتح أسواق سياحية جديدة يحث فيها السياح على القدوم إلى السلطنة وكذلك العمل على إلقاء الضوء على المنتج السياحي العُماني وتمييزه، وحماية صورة المقصد السياحي العماني في وقت الأزمات.

ويقترح عليه أن يتولي إعداد ندوات وحملات ترويجية بالتنسيق مع أي وسيلة إعلام متوافرة وتوطيد العلاقة مع مكاتب التمثيل السياحي ومكاتب ووكلاء الناقل الوطني وكافة وسائل النقل التي ترفد السلطنة بالسياح.

كما يجب إشراك الملحقين الإعلاميين بكافة المستجدات التي تمس القطاع حتى لايكون بمعزل  عنه.

لقد تغيرت العديد من الأدوار والمهام لبعض المؤسسات الحكومية لأن الهدف الأساسي لنا هو تنويع مصادر الدخل ودعم اقتصادنا الوطني بشتى الطرق والوسائل.