الحمراء - ناصر العبري

تُمثل قرية مسفاة العبريين واحدة من القرى الأثرية الجميلة التي تقع في ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، وتتوسَّط أحضان الجبل الأوسط من الولاية؛ وهو جزء من امتداد جبال الحجر، وتبعُد عن مركز الولاية مسافة لا تزيد على 6 كم عبر طريق معبد يخترق السلسلة الجبلية.

وزارتْ جريدة "الرؤية" قرية مسفاة العبريين؛ حيث التقت عددًا من رواد الأعمال والمستثمرين الذين قرروا توظيف التراث العماني في جذب السياح وتحقيق مردود اقتصادي.

يُشار إلى أنَّ تسمية مسفاة العبريين بهذا الاسم، جاءت نظرا لأن الرياح تهب عليها من ثلاث جهات، والبيوت في قرية مسفاة العبريين بُنيت بمواد الطين والجص والحجارة، وتطل على بساتين النخيل والموز والفواكه. وتتميَّز هذه القرية ببساتينها ومبانيها الطينية المبنية بنظام هندسي فريد؛ حيث تصطف البيوت القديمة جنبا إلى جنب.

"روغان كافيه".. أحد المشاريع الاقتصادية الواعدة في المسفاة، وقد تحدَّث رائد الأعمال أحمد بن سليمان العبري صاحب المشروع، عن سر تسمية المشروع، وقال إنَّه اقتبسه من القلعة الموجودة هناك، وبناها الفرس قبل 1500 سنة، مشيرا إلى أنَّ الأهمية التاريخية للمكان دفعته لتسميته بهذا الاسم. وأضاف: "عندما يأتي الزائر أو السائح يسألنا عن كيفية اختيار الاسم؛ لأنه اسم مثير للتشويق والحيرة في نفس الوقت، فهو اسم غريب وغير عربي، ومن ثمَّ نشرح له بالتفصيل تاريخ القرية والقلعة".

العبري أوضح كذلك أنَّ عمر المنازل الأثرية يتراوح من 400 إلى 600 سنة، لكن القلعة أقدم من ذلك، ومن هنا نبعتْ الفكرة في ذهنه لإقامة مقهى سياحي تراثي يستفيد من المكانة التاريخية للقرية. ويتوقع العبري أن تتزايد شهرة قرية مسفاة العبريين مع نمو النشاط السياحي فيها، غير أنَّه أشار إلى تحدِّي ضيق المساحة لإقامة مواقف للسيارات وسط الحارة، فضلا عن عدم وجود إنارة ليلية. ووجه العبري الشكر إلى جريدة "الرؤية" لدورها في تحفيز وتشجيع الشباب العماني أصحاب المشاريع في مختلف ربوع السلطنة.

كما زارت "الرؤية" بيت المسفاة للمقتنيات التراثية، الذي يحتوي على كنوز تراثية والمكوّن من 3 طوابق، يحمل بين جنباته عبق وأصالة الإنسان العماني والابتكارات التي قام بها الآباء والأجداد لممارسة حياتهم اليومية. وقال عبدالله بن زاهر العبري صاحب نزل "مسفاة الضيافة" و"بيت المسفاة للمقتنيات التراثية" وعضو فريق الحمراء للتسلق والمغامرات: إنَّ بيت المسفاة للمقتنيات التراثية يعد أحد المقاصد السياحية الرئيسية في ولاية الحمراء، موضحا أنَّ المشروع أضاف لبنة جديدة للنشاط السياحي بالقرية والولاية عامة.