"استوديو الرؤية" يؤكد دور القطاع الأهلي في تطوير القرى التراثية والاستفادة منها سياحيا

الرؤية- محمد إسماعيل

ناقش "استوديو الرؤية" أمس الأول، قضية "تطوير القرى التراثية"؛ حيث استضاف الإعلامي عبدالله بن سالم الشعيلي، وأحمد بن سليمان العبري صاحب مشروع مسفاة العبريين، للحديث حول هذا الأمر.

وتطرقت النقاشات إلى آليات تطوير القرى التراثية وإبراز مكانتها التاريخية والفنية، وكيفية إسهام هذه القرى التراثية في خدمة أبناء المنطقة التي تتواجد فيها، فضلاً عن إبراز الدور الذي تؤديه هذه القرى في الجذب السياحي. كما تسلط الحلقة الضوء على التجارب الناجحة في هذا المجال، من خلال إبراز مشروع مسفاة العبريين في محافظة الداخلية.

وقال الشعيلي إن مسفاة العبرين شهدت تحولا كبيرا وأصبحت حالياً من أبرز المناطق السياحية والتراثية في السلطنة، ويمكن استغلال ذلك في الترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها السلطنة، لافتاً إلى أن الاهتمام وترميم الحارات القديمة والقصور والحصون المنتشرة في معظم محافظات السلطنة، سيسهم بالتأكيد في إبراز التراث العماني وتنشيط السياحة وتوظيف الشباب. وأكد الشعيلي أن من يملك التراث من السهل جدا أن يمتلك الثروة، لافتاً إلى أن هذا المفهوم يؤمن به الكثيرون في دول أوروبا التي تولي اهتماما كبيرا بالمناطق الأثرية التي تحولت إلى مزارات سياحية يأتي إليها السياح من جميع دول العالم، الأمر الذي يسهم في دعم الاقتصاد، معتبراً أن إيطاليا تعد أبرز الدول التي تتبنى هذا النهج.

وتابع الشعيلي قائلاً: "لدينا تراث كبير مثل البيوت القديمة والقصور والحارات والحصون القديمة، فعمان كلها عبارة عن قلاع وقصور وحصون وحارات، وهذا يفرض على الجميع الاهتمام بذلك التراث، فالحكومة وحدها لن تستطيع أن تقوم بهذا الدور ويجب أن يساهم المواطن في الاهتمام بالتراث والحارات العمانية".

وأكد الشعيلي أن الدولة تهتم بترميم الكثير من الحارات والبيوت التراثية، ضاربا المثال بحارة البلاد في ولاية منح، وحارة العقر بنزوى، وحارة البوسعيد، والكثير من الحارات التي رُممت في الآونة الأخيرة، وجرى تجهيزها لتكون مزارا سياحيا. وقال إن تجربة نزوى من أفضل التجارب التي شهدتها السلطنة من حيث الاهتمام بترميم المناطق التراثية، فقد تحولت تجربة نزوى من المحلية إلى العالمية.

وبالحديث عن مسفاة العبريين، قال الشعيلي إن أبرز ما يميز تطوير المسفاة أنه لا مجال لاستخدام السيارات، بينما يتمكن الزائر من التعرف على تفاصيل المكان بالسير على الأقدام والوقوف على تفاصيل الحارات القديمة والتجول بين أروقتها، كما إن هناك العديد من المقاهي تساعد السائح على التمتع بالوقت هناك. ودعا الشعيلي كل الأهالي في الحارات التراثية القديمة إلى التعاون فيما بينهم للمساهمة في ترميم وتهيئة المناطق التي يعيشون فيها لتكون مقصدا سياحيا، والاستفادة من تجربة مسفاة العبريين التي تعد تجربة رائدة للجميع.

من جهته، قال أحمد العبري أحد مؤسسي مشروع مسفاة العبريين: "بدأتُ ومجموعة من الأهل في تنفيذ مشروع مقهى روغان في مسفاة العبريين، وذلك للترويج لمنطقة مسفاة العبريين التراثية، والتي تتمتع بكل مقومات القرى التراثية". وأضاف أن مسفاة العبرين تزخر بالكثير من المشروعات السياحية، لكن الأمر يتطلب تضافر الجهود؛ سواء الأهلية أو الحكومية لترميم الكثير من المواقع والقرى التراثية التي تنتشر في العديد من ولايات السلطنة، مشجعًا المواطنين على الاهتمام بالمعالم السياحية والترويج لها.

وأكد العبري أنَّ المسفاة من أفضل المناطق في السلطنة التي تجمع بين المكان التراثي والعصري، وإذا لاقت البيوت القديمة والحارات القديمة الاهتمام المناسب من خلال إنشاء مقاهٍ (كافيهات) ومطاعم ونزل تراثية في تلك المناطق، ستتحول إلى وجهات سياحية تساهم في انتعاش الاقتصاد.

ودعا العبري الشباب في المناطق التراثية لتبني فكرة تطوير المباني القديمة والحارات القديمة لتكون مقصدا سياحيا، وعلى الجهات الحكومية أن تقدم لهم الدعم والمساندة من خلال توفير البنية الأساسية من طرق ومواقف سيارات. وأشار العبري كذلك إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمشروعه بمسفاة العبرين، معرباً عن ثقته في أن يحقق المشروع المزيد من النجاح.

يُشار إلى أنَّ "استوديو الرؤية" يُبث مباشرة عبر تطبيق "زووم" للاتصال المرئي، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي لجريدة الرؤية (فيسبوك- تويتر- يوتيوب) في الساعة السابعة من مساء الأحد، ولمدة ساعة كاملة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة