مسقط - الرؤية
رعى صاحب السمو الدكتور الخطاب بن غالب آل سعيد اليوم، انطلاق أعمال الدورة الأولى من منتدى عُمان للنانو تكنولوجي الافتراضي، تحت عنوان "تكنولوجيا النانو وتوطين صناعات المستقبل"، وذلك بمشاركة كوكبة من علماء تقنية النانو وخبراء الصناعات التكنولوجية.
وأكد صاحب السمو السيد الدكتور الخطاب بن غالب آل سعيد أن منتدى عُمان للنانو تكنولوجي، في دورته الأولى التي تنعقد تحت عنوان "تكنولوجيا النانو وتوطين صناعات المستقبل"، يمثل ترجمة لأهداف وتطلعات الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، والتي تركز في إحدى أولوياتها الوطنية على التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية وتترجم كذلك الاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير ٢٠٤٠ التي تولي اهتمام كبير بالابتكار والتقنيات الحديثة وتركز على تحويل المعرفة الى عائد اقتصادي.
مضيفا بأن البحث العلمي والابتكار يحظيان باهتمام بالغ من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - فقد أكد جلالته في خطابه السامي في فبراير ٢٠٢٠، على أهمية الابتكار والبحث العلمي والذي سيكون في سلم الأوليات الوطنية للنهوض بعمان الى آفاق أرحب وأوسع، وتمثل هذا الاهتمام السامي من خلال المراسيم السلطانية التي صدرت في ٢٠٢٠ بتعديل مسمى وزارة التعليم العالي الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وانشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وهذا يؤكد على اهتمام وحرص جلالته بالعلوم المتقدمة.
وقال سموه في تصريح بهذه المناسبة، إن تقنيات النانو باتت عنوان التقدم في مختلف الاقتصاديات الكبرى، وبصفة خاصة الاقتصاديات القائمة على المعرفة والاستفادة من الأفكار البناءة وغير التقليدية. وأضاف أن اجتماع هذه الكوكبة من المتخصصين والأكاديميين إلى جانب رجال الصناعة والمؤسسات المسؤولة عن تطور القطاع الصناعي في السلطنة، يمهد الطريق نحو شراكة فاعلة في هذا المضمار، الأمر الذي سيسفر عن أفكار ومشروعات واعدة، تدعم التوجهات الوطنية.
وأوضح صاحب السمو السيد الدكتور الخطاب بن غالب آل سعيد، أن شباب عمان قادر على تعلم شتى العلوم وإتقانها، ومن بينها تقنيات النانو، الذي ستنقل عمان إلى مستوى متقدم من الرخاء والنماء، خاصة في ظل التحول الحاصل في العديد من المجالات.
وعبر سموه عن إيمانه الراسخ بأن مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ستقود عمان نحو مصاف الدول المتقدمة، من خلال الأخذ بالعلوم الحديثة والتقنيات المتطورة، ومن بينها تكنولوجيا النانو.
واختتم سموه بالتعبير عن تمنياته بأن يخرج المنتدى بتوصيات تدفع الجهود الرامية لتوطين صناعات المستقبل وبما يلبي التطلعات المرجوة من هكذا مناقشات ومنتديات. كما شكر سموه القائمين على هذا المنتدى الهام، متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.
ومن جهته قال المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، الأمين العام للمنتدى، إن "الرؤية" لتعرف عن فخرها بتنظيم أول منتدى تخصصي في تقنيات النانو في السلطنة، ليكون لبنة أساسية داعمة لجهود توطين هذه التكنولوجيا في السلطنة، وحجر الزاوية فيما سيليه من منتديات ومؤتمرات تناقش ذات القضية.
مضيفا أن الأبحاث والنظريات العلمية نجحت في توسيع نطاق استخدام تقنية النانو في العديد من المجالات؛ بل إن العلماء يؤكدون أن هذه التقنية المذهلة يمكن استخدامها في شتى مناحي الحياة، بدءا من عمليات التصنيع، والإنتاج، والزراعة والهندسة الوراثية، والطب، والفضاء، وبناء المنازل والمدن، وتصنيع السيارات، وغيرها الكثير. لكن يظل الأمر مقتصرا على دول بعينها نجحت في الاستفادة من هذه التقنية، وحققت قفزات تقدمية كبيرة، ولذا آن الأوان لنا في عُمان أن نأخذ بزمام المبادرة ونولي هذا الجانب العناية المُستحقة، من خلال اتخاذ ما يلزم من إجراءات، أولا لنشر ثقافة النانو تكنولوجي في الأوساط العلمية، من خلال طرح برامج أكاديمية متخصصة في مختلف الدرجات: البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند جامعة أو اثنتين في العاصمة مسقط وحسب؛ بل نريد أن يستطيع الطالب والأكاديمي في أي ولاية من ولايات السلطنة أن يجد هذا التخصص لدراسته، ومن ثم النبوغ فيه وتحقيق النفع لوطنه.
مشيرا أن الحديث عن الابتكار والتقنيات الحديثة يقودنا بالضرورة إلى تسليط الضوء على اقتصاد المعرفة، والذي يعني بوضوح الاقتصاد القائم على العلم والمعرفة والمعلومة، وليس فقط الاقتصاد التقليدي القائم على العناصر القديمة من مادة خام وإنتاج ورأس مال وعمالة بشرية ومعدات تصنيع.
وأضاف أن نهج إعلام المبادرات الذي تتبناه جريدة الرؤية، دفع القائمين على إدارة المبادرات لطرح تقنية النانو للنقاش العام في منتدى نوعي، يستهدف المتخصصين في المقام الأول، لكنه يقدم حزمة معرفية معتبرة لكل مواطن، للاطلاع على أبرز ما توصلت إليه العلوم في شتى المجالات، وذلك من خلال ما تنشره جريدة الرؤية من تغطية صحفية تتوائم مع مختلف فئات المجتمع. وأعرب الطائي عن سعادته باستضافة المنتدى لخبراء أجلاء يتحدثون لأول مرة عبر منتدى وطني في السلطنة، آملا أن يجد المتخصصون من الأكاديميين والطلاب والمُصنعين ما يطمحون له من هذا المنتدى.
وألقى بيان المنتدى سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار ، فيما ألقى المهندس هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، الكلمة الرئيسية في المنتدى.
وناقش المحور الأول "تطبيقات النانو وأولويات المستقبل"، وقدم الدكتور محمد العبري أستاذ مشارك بقسم هندسة النفط والكيمياء كلية الهندسة ومدير مركز أبحاث النانو بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان "تقنيات النانو في مجال معالجة وتحلية المياه"، فيما قدم البروفيسور أسامة أبو زيد من قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل حول "تقنيات النانو في استخدام الطاقة الشمسية".
وتحت عنوان "تقنيات النانو في التحليل الكيميائي" قدم البروفيسور حيدر بن أحمد اللواتي الأستاذ الدكتور في الكيمياء والأكاديمي بقسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، ورقة العمل الثالثة في هذا المحور.
تلى ذلك عرض مرئي حول تقنية النانو بعنوان "التعريف بمجالات الاستخدام والنتائج المتوقعة لتطبيق تقنية النانو في أبحاث تحلية المياه"، قدمته المهندسة بثينة الغافرية الباحثة في قسم النانو بجامعة السلطان قابوس.
وعقب أوراق العمل عقدت جلسة نقاشية، شارك فيها الدكتور محمد العبري أستاذ مشارك بقسم هندسة النفط والكيمياء كلية الهندسة ومدير مركز أبحاث النانو بجامعة السلطان قابوس، والبروفيسور حيدر بن أحمد اللواتي الأستاذ الدكتور في الكيمياء والأكاديمي بقسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، والدكتور أشرف بن طالب الهنائي مشرف تدريب بشركة تنمية نفط عمان، والدكتور حسن بن أحمد اللواتي طبيب اختصاصي صحة الطفل بوزارة الصحة، ومحمد بن خلفان العاصمي مدير قطاع التعليم والشباب والثقافة بمجلس الشورى.