العقول.. كنوز بشرية لا تقدر بثمن

 

خليفة الحسني

khalifasaif2020@gmali.com

 

وهب الله عز وجل الإنسان الكثير من النعم ومنها هذا العقل البشرى الذي يمتاز به عن غيره من المخلوقات، والعقل هو أعظم ما خلقه الله تعالى في الإنسان والذي واجب عليه أن يستثمره بما يستوجب، من عطاءات وإبداعات لأن العقول تعد كنوزاً بشرية لا تقدر بثمن.

لهذا لابد أن يكون هذا الاستثمار بإنتاج الكثير من الإبداعات والمساهمات الوطنية المختلفة، وتقدير النعم والشكر الله عليها، فهذه العقول المبدعة والمساهمة في تقدم ورقي الأوطان، لذلك يكون الفرق بينها وبين العقول المسيرة والمفلسة من المضمون الحقيقي في تصرفاتها وأعمالها، وحول ما يطالعنا من دعوات في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، حول تجمع الباحثين عن العمل، وماسمي بالتجمع السلمي، إنَّ هذه الدعوات الذي يصدرها البعض ويحث عليها، لذلك نقول لمن أراد بهذا التجمع وهذه الدعوات من مكائد ومآرب أخرى، فى هذه الظروف الراهنة التي يشهدها ويمر بها العالم ومنه دول الوطن العربي، من ظروف اقتصادية وصحية مميتة، وعمان ليست بمعزل عن هذا العالم ومن هذه الظروف، لذلك نقول لكل من له أهداف وأبعاد من خلال هذا التجمع وبهذا الوقت بالذات فإنه، قد جانب الصواب، وحتما سيخسر هذا الراهن، لأن عمان أمة عظيمة تنبذ الروائح الكريهة، وستظل هي الهواء النقي الذي نتنفسه بكل أريحية.

إنها عمان الوطن الغالي، الذي نحى نفسه عن كل مسارات الشر التي حدثت وتحدث للكثير من المجتمعات بالعديد من الدول، وما سمي بالربيع العربي وغيره، وهذه الأحداث التي أغلبها مسيرة ولها تداخلات تكون غير متوقعة من المهالك، وتربص الكائدين، جميع هذه الأحداث ربما تكون أهدافها من البعض بتجمعات ومطالب ولكنها تكون نهايتها سموم تقضي على اليابس والرطب من خيرات ومقدرات الأوطان وأنهكت وشردت أبناءها، بسبب مثل هذه الدعوات وغيرها، ولهذا فإن علينا أن نستثمر عقولنا بما يستوجب الخير، وبهذا الوطن الغالي واجب أن نرفع أيدينا إلى السماء بالدعوات إلى الله عزَّ وجلَّ بأن يديم علينا هذه النعم وأن يديم على هذه الأرض الطيبة الرخاء والاستقرار والرقي والتقدم وأن يكلل النجاح والتوفيق حكومتنا الرشيدة، لجهودها الحثيثة من التجدد والإصلاح وأن نقف يدا بيد معها بما يستوحب علينا من واجب وطني، وأن نحافظ على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات، عظيمة نفتخر ونعتز بها كعُمانيين، يضرب بنا الأمثال بأن هذا الوطن وماتحقق له وما ننعم به من نعم ومنجزات، تحسدنا الأمم والشعوب فيما نحن عليه، وذلك أولا بفضل الله تعالى، وبفضل حكمة القيادة الرشيدة وحرصها الدائم على أن تنعم عمان وأبناؤها بالاستقرار والأمن والأمان، لذلك علينا أن نكون حذرين من كيد المغرضين والمتربصين بنا، ولهذا الوطن الغالي، وأن لا نقبل المساومة بشأنه وبشأن رموزه، ولأن هذه التربة الطاهرة لاتقبل إلا النبتة الطاهرة وما اعتادت عليه، من لحمة وتكاتف من جميع أبنائها المخلصين وهذا ما علمنا عليه النهج الكريم ومن باني هذه النهضة المباركة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، ومايحرص عليه الخلف الصالح، بهذا العهد السعيد المتجدد، ومن حرص كريم من لدن سلطان البلاد المفدى مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وما أكد عليه بالنطق السامي، ضمن الخطاب الكريم، إن الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم فى شتى المجالات، سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله هذا النطق وهذه الدعوة الكريمة من لدن صاحب الجلالة أبقاه الله، هي نهج عظيم، وإن هذه القراءة من هذا النطق السامى كفيلة لكل الآمال المستقبلية لعمان وأبنائها وهو يجسد الكثير من المعاني والدلالات الوطنية، والحفاظ على لحمة هذا الوطن ومكتسباته، وخيراته وأن يعم هذا الخير لكل أبناء هذا الوطن، وأن ما تم من إنجازات ومن مسارات مختلفة ومازال هناك مزيدا من التجديد والنهوض بالآمال والإصلاحات والرؤية المستقبلية، فإنه يبشر بالخير وبمستقبل زاهر بإذن الله، نعم هناك الحاجة إلى التوظيف وإلى الأعمال المختلفة، واحتضان الشباب لتلك الأعمال، وهذا ما يؤكد عليه جلالته أعزه الله وذلك من خلال الأوامر والتوصيات الكريمة اليومية من لدن جلالته ومتابعته المستمرة، فإنها ستأتي بثمارها الطيبة بإذن الله، ورغم التحديات والصعاب التي لاتخفى على الجميع وكل هذا لا يأتي بالأمر السهل لما يشهده العالم من ظروف اقتصادية وهذا الوطن هو جزء من هذا العالم وظروفه، ومن صعاب مختلفة، ومنها انخفاض أسعار البترول وآثار جائحة فيروس كورونا، وتداعياتها لهذا، كله هذا ليس إعادة بناء كل المسارات بتلك السرعة التى ينادي بها البعض ويعللها البعض، بل بالصبر والتحمل والمشاركة والمساهمة الفاعلة، من مختلف القطاعات والشرائح المجتمعية، ولهذا لابد من وضع هذه المسارات بعين الاعتبار، وأن نبعد عنا كل مايعكر آمالنا وطموحاتنا، وأن لا نترك للمغرضين، مدخلا والمسيرة ممتدة بالعطاء بإذن الله، وعلينا أن نحمل بقلوبنا حبا ينبض لهذا الوطن الغالي ونفديه بأرواحنا ونفدى سلطاننا المعظم أعزه الله ، حفظ الله عمان وأبنائها وحفظ سلطاننا المفدى مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وأن يمده بالصحة والعافية وطول العمر، اللهم آمين.

تعليق عبر الفيس بوك