رياضتنا.. هل من جديد؟

محمد العليان

قبل أيام ودَّعنا عاما مضى بأكمله، واستقبلنا عاما جديدا ليكون عاما مليئا بالعطاء والإنجازات الرياضية، وبعد عام مر من عمر رياضتنا، نطرح العديد من الأسئلة:

هل من جديد في العام الجديد؟ وهل الذي تحقق يلبي الطموحات والأمنيات؟ ولنتحدث بكل شفافية وصراحة: هل الواقع الرياضي لدينا سوف يُحقق طموحاتنا في المزيد من الإنجازات بكافة أنواعها: العربية والآسيوية والعالمية، أم أنَّ واقعنا يقودنا داخل نفس محيط الدائرة الذي يدور فيها بعكس عقارب الساعة؟ هل أخضعنا النجاحات التي تحققت للدراسة وحاولنا أن نستفيد من إيجابيات النجاح لمزيد من النجاح بالمعنى المعنوي وبالتخطيط السليم؟ هل الإدارات المتعاقبة على الرياضة بصفة عامة على الاتحادات والأندية واللجان تسعى لتعلية البناء الذي وضعه الآخرون الذين من قبلهم علاوة على تكملته، أم أنها تنسى الماضي بدافع الطموحات الشخصية التي لا حدود لها، والسعي لإبراز الذات، ولو على حساب المكتسبات التي تحققت أو قد تتحقق؟

كلُّ هذه التساؤلات نضعها ونطرحها مع بداية العام الجديد، لنعرف أين نحن؟ وماذا نريد؟ وكيف نصل إلى ما نريد؟

الواقع الحالي ما زالت صورته مجهولة، ويصعب تحديد ملامحها؛ فهذا واحد قد يكون من المئات من السلبيات التي تمنع تحقيق الأحلام والمزيد من الطموحات والإنجازات، فهناك الكثير من عناصر الرياضة المختلفة ما زالت تعاني سلبيات منذ أكثر من عقود، ولم يتغير شيء فيها كموازنات الاتحادات المختلفة، وبعض الأمور الأخرى التي لا تخفى على أحد؛ فالأندية تلبس دشاديش من غير جيوب، فلا استثمارات خاصة ولا دعم مناسبا ولا رعاية من القطاع الخاص أصحاب الملايين، واللاعبون يُطالبون بحقوقهم المالية، والجماهير تطالب أنديتها بالبطولات، والبطولات تريد أموالا، لكن من أين للأندية بهذه الأموال؟

لا بُد أن نكون صُرحاء مع أنفسنا ومع غيرنا، فواقع رياضتنا إذا لم يتغيَّر ويأتي بالجديد، فإنَّ رياضتنا ستظل قابعة في مشهد ضبابي عامًا تلو العام، لذا سيتعيَّن علينا جميعا تصحيح المسار ودراسة التجارب للذين سبقونا للاستفادة منها، وكذلك علينا الخروج من عباءة العمل الروتيني والتفكير المحدود الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع، كما علينا أن نسعى لفك بعض القيود من بعض العقول التي لم تستطع أن تطور من فكرها وطموحها في أي مكان، سواء كانت اتحادات أم أندية، وحتى على مستوى الجهة المختصة بالرياضة وهي الوزارة، وأن نأتي بعقول متحررة ومتفتحة على العالم الرياضي، تعرف ما لها وما عليها؛ بعيدا عن الذاتية والمكاسب الشخصية.. ولا ننكر أبدا أن هناك عقولا فذة تستطيع إنجاز الكثير، لكن البيئه القائمة من حولها غير صحية؟ وعلى البعض أن يفرق بين ما هو خاص وما هو عام، فهناك من يسير في خطوات لكن للخلف وليس للأمام!! وهناك صنف آخر يسير بخطوات ثابتة للأمام وهذا هو الجديد الذي نريده، وأملنا بعد الله في النهضة الرياضية المتجددة بقيادة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد لكي يقود قطار التغيير والتجديد والتطوير.