دعوات للمدارس بمزيد من الاحتياطات

دراسة: سلالة كورونا الجديدة تتسبب في تفشي العدوى بين طلاب المدارس

ترجمة - الرؤية

أثارتْ السلالة الجديدة من فيروس كورونا الأشد عدوى، والتي اكتشفت في بريطانيا لأول مرة، مخاوف أولياء الأمور إزاء معدلات الإصابة المحتملة بين طلاب المدارس، على الرغم من أن المؤشرات على أرض الواقع تُظهر أن المدارس الابتدائية -على الأقل- لم تكن بؤرًا للإصابة بفيروس كورونا، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقال الخبراء إن الفيروس المتحور سيؤدي لمزيد من الإصابات بين الأطفال ما لم تعزز المدارس احتياطاتها. وتنتشر السلالة المتحورة من الفيروس التاجي بسهولة أكبر بين الأطفال، كما هي الحال بين البالغين، وقال الخبراء إن الإجراءات الوقائية الحالية يجب أن تحمي المدارس، لكن الأمر يستلزم تطبيقها بصرامة. وكانت التقارير الأولية مشوبة بالقلق من أن الطلاب قد يكونون عُرضة للإصابة بنفس القدر مثل البالغين، مما أثار التكهنات بأنَّ المدارس قد تحتاج اتخاذَ إجراءات استباقية للحد من انتشار السلالة الجديدة. غير أنَّ الأبحاث الحديثة التي أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا قد تهدِّئ من هذه المخاوف.

واستنادًا إلى تتبع الاتصال التفصيلي لحوالي 20000 شخص مصاب بالسلالة الجديدة -بما في ذلك ما يقرب من 3000 طفل دون سن العاشرة- أظهر التقرير أنَّ الأطفال الصغار كانوا أقل قدرة على نقل عدوى السلالة الجديدة للآخرين من البالغين، بمقدار النصف، وذلك يتماشى تماما مع المعدل السابق للفيروس الأم.

وقال موج سيفيك خبير الأمراض المعدية في جامعة سانت أندروز في أسكتلندا والمستشار العلمي للحكومة البريطانية: "كانت هناك الكثير من التكهنات في البداية تشير إلى أن الأطفال نشروا هذا النوع بشكل أكبر". لكنه استطرد بالقول: "هذا ليس هو الحال حقا".

ولكن هذا النوع ينتشر بسهولة أكبر بين الأطفال، تمامًا كما ينتشر بين البالغين. وقدر تقرير هيئة الصحة العامة أن السلالة الجديدة معدية بنسبة 30% إلى 50% أكثر من السلالات الأخرى، وأقل من 70% مما قدر الباحثون في البداية. لكن المعدل يظل مرتفعا بما يكفي لدرجة أنه من المتوقع أن تضرب هذه السلالة الجديدة الولايات المتحدة والدول الأخرى، كما حدث في بريطانيا.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعد العام الماضي ببذل كل ما في وسعه لإبقاء المدارس مفتوحة. لكنه غيَّر مساره في مواجهة تفشي العدوى مع تعرض أنظمة المستشفيات للإنهاك، وأمر المدارس والكليات بالانتقال إلى التعلم عن بعد.

وفي الولايات المتحدة، رُصد الفيروس المتحور في عدد قليل فقط من الولايات، لكن من المتوقع أن ينتشر بسرعة، ليصبح المصدر الرئيسي للعدوى بحلول مارس المقبل. وإذا ارتفع معدل الانتشار المجتمعي إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها- وهو اقتراح محتمل نظرًا للزيادة في معظم الولايات- فقد تضطر حتى المدارس الابتدائية إلى الإغلاق. لكن العديد من الخبراء قالوا إن هذا يجب أن يكون الملاذ الأخير بعد إغلاق المطاعم والحانات وقاعات البولينج ومراكز التسوق.

وظهرت تقارير عن السلالة الجديدة لأول مرة في أوائل ديسمبر 2020، واقترح بعض الباحثين في البداية أنه على عكس السلالات السابقة من الفيروس، قد يكون الأطفال عرضة للإصابة بالفيروس المتحور الجديد مثل البالغين.

ونظر بعض الباحثين في مدى كفاءة نقل الأشخاص من مختلف الأعمار للسلالة الجديدة إلى الآخرين. ووجدوا أن الأطفال دون سن العاشرة ساهموا في نقل عدوى السلالة الجديدة مثل البالغين باحتمالية النصف تقريبا. وكان المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا أكثر عرضة من الأطفال الأصغر لنشر العدوى، ولكن ليس بنفس احتمالية نشر البالغين. وبشكل عام، فإن السلالة الجديدة معدية في كل فئة عمرية أكثر من السلالات السابقة للفيروس.

تعليق عبر الفيس بوك