العباءة

سليمان الجابري

يتغطى بعض المسؤولين بعباءة نجاح غيرهم من الأفراد من خلال لعبة الأدوار وتغطية الدور الخفي لديهم فتراهم يتحدثون عن كيفية النجاح وكيفية الوصول إلى بر الأمان بالأفراد والمؤسسة

تلمع بريق صورهم على أكتاف غيرهم ليسطو مجدهم الزائف الذي سعوا خلاله لإظهار قوتهم الوظيفية والذي سرعان ما ينكشف بعد أن يذوب الجليد

فنرى تقلصاً واختفاءً للطاقات المُبدعة الكامنة في أغلب مؤسساتنا بمختلف مسمياتها ودرجاتها

فكفة العين الواحدة تغلب وتخيم على المكان وتنسجم فيها المُسميات الوظيفية على قابلية المهنة وتتربع المظاهر الخادعة السطحية على القناعة والرضا الوظيفي لأنَّ القناعة لاتتماشى مع الوهم ولأنَّ المجد لا يرفع إلا صاحبه وأنَّ الصدق يعلو ولا يُعلى عليه

إذا أردنا الرقي بمؤسساتنا أياً كان نوعها لابد من الاهتمام والإيمان بالجذور الأصيلة والأساس التي تتكون منه تلك المسميات

والأعمدة التي تبنى عليها (الأفراد)

قناعة الأفراد بأهميتهم في كل مؤسسة لهي دليل لا يقبل المجاملة وواضح في نجاح ورفعة المؤسسات

إن تغيير العقول صعب ولكنه ليس بمستحيل والزامية الفرد تنبع من الاهتمام به تغلب في كثير من الأحيان في مؤسساتنا لغة القانون على الأفراد في السلطة الأدنى والذي ينتهجه البعض لتغطية النقص لديه وتناسى أنَّ روح القانون كذلك ملزمة لتحقيق النجاح لأيِّ مؤسسة مع تطبيق المحاسبة دون استثناء لأحد والالتزام بالأنظمة المؤسسية مع التأكيد على وجود القناعة الحقيقية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة إنَّ بعض المسؤولين في أحاديثهم عبر مختلف القنوات والأماكن بأن الموظفين الذين هم أدنى منهم ليس لديهم الفهم العميق بالأنظمة والقوانين التي تصدر من الجهات العُليا في المؤسسة ولا يعرفون كيفية التعامل مع المسؤولية المُلقاة عليهم وأنَّ عليهم التعرف والالتزام والنهل من ثغر ذلك المسؤول لأنَّ ما يفكر فيه وينطقه في حديثه وفعله هو الخلاصة المكنون فيها للبعد عن المُحاسبة ..(أيها الأفراد لا تتصرفون ولا تفكرون بأي شيء في المؤسسة إلا بعد أن يكون لي دور فيه ولكي أوافق على عمله ولكي لا تمر شاردة ولا واردة دون علمي)  ..

للأسف همجية البعض واستصغار الأفراد أصبحت ذريعة لعدم اكتمال الأعمال والأفعال والنجاح لمؤسساتهم فأصبح كل مسؤول يظهر الابتسامة الخادعة تحت ما يخفي قلبه على الأفراد من مكنون في قلبه لتصبح تلك هي الثقافة السائدة لتتربع على عرش المؤسسة والوظيفة بقدر ما فكرك يأخذ منها فهي عبارة عن عباءة تتلون بلون المهنة التي هي أساس كل نجاح إنَّ المتمعن اليوم في استشراف الرضا الوظيفي والقبول المؤسسي لدى كافة الأفراد في أغلب المؤسسات أياً كان نوعها أصبح في الوضع الراهن هشاً ضعيفاً بسبب سوء التصرفات التي تغلب على مؤسساتنا نظير ما يلاقيه الفرد من مختلف الضغوط النفسية والأسرية وذلك لمحدودية الفكر العقيم الذي ينتهجه أغلب من في الوظائف القيادية العليا وتناسوا أنَّ مكامن النجاح تكمن في صغيرهم قبل كبيرهم الذي يقبع في بداية كل مؤسسة

 

إذا أردنا النجاح والوصول إلى بر الأمان مع خضم الانتقادات المتزايدة لابد لنا أن نستشف مكامن التحديات التي تواجهنا بصدق وشفافية والعمل على مبدأ المسؤولية والمحاسبة فما من بيت ينهدم إلا ويُعاد بناؤه من جديد ...

لأنَّ المطالبة بالجودة المؤسسية لا تقتصر على سن الأنظمة والتشريعات فقط .. دون النظر إلى من الذي سوف يطبق تلك الأنظمة والتشريعات .. إذا أردنا الجودة الصادقة الواضحة والحقيقية التي تزيل التحديات .. لابد لنا من الاهتمام بالأفراد لأنهم أساس كل جودة ونجاح.

تعليق عبر الفيس بوك