15 يومًا من "الأعصاب المشدودة".. انتقال سلس للرئاسة الأمريكية أو "انقلاب غير معلن"

ترجمة - الرؤية

اعتبرتْ صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنَّ الديمقراطية الأمريكية "ليست في مأمن" من محاولات الرئيس المهزوم دونالد ترامب عرقلة تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن؛ من خلال محاولاته التدخل في نتائج الانتخابات.

وقالتْ الصحيفة في افتتاحيتها إنَّ تحقيق بايدن لنصر حاسم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بهامش فوز كبير على ترامب، أسهم بقوة في تهدئة المخاوف المتعلقة بمستقبل الديمقراطية الأمريكية.

وكان من المتوقع أن يسعى ترامب المحبَط إلى قلب النتيجة بأي وسيلة متاحة، لكن الشهرين اللذين أعقبا التصويت، أظهرا مدى قوة المؤسسات الأمريكية ودورها في حماية الديمقراطية. ورفضت المحاكم بمختلف درجاتها جهود ترامب غير المجدية لإلغاء نتيجة الانتخابات. ونجح كبار المسؤولين -وكثير منهم أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب- في دعم الديمقراطية وسيادة القانون.

ومع اقتراب تنصيب بايدن في 20 يناير، أصبحت جهود ترمب لتخريب الانتخابات أكثر يأسًا وخطورة. وباتت الأعماق التي غرق فيها الرئيس أكثر وضوحًا مع تسريب محادثة مسجلة بين ترامب وبراد رافينسبيرجر وزير الخارجية بولاية جورجيا، والتي عرت محاولات الرئيس للضغط عليه لقلب نتائج انتخابات الولاية، متشبثًا بالحجج الزائفة ونظريات المؤامرة.

ويعتقد العديد من المحامين أنَّ التسجيل الصوتي المسرب يوفر أسبابًا كافية لمقاضاة ترامب، ومع ذلك، فإن الأولوية العاجلة تتمثل في حماية انتقال سلطة الرئاسة إلى بايدن.

ويمثل اليوم الأربعاء (6 يناير) لحظة حاسمة، عندما يجتمع الكونجرس للمصادقة على نتائج الانتخابات. ورغم أن هذه العملية لا تعدو أكثر من كونها إجراءً شكليًّا، إلا أنه من المخزي -حسب وصف الصحيفة- أن أكثر من ثلثي الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب وعدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ، أعلنوا أنهم سيرفضون التصديق على النتائج. ولكي تنجح هذه الخطوة، فإنها تتطلب أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، ويبدو من المؤكد أن الكتلة الرافضة لا تمثل تلك الأغلبية المطلوبة. ومع ذلك، فإن دور مايك بنس نائب الرئيس المنتهية ولايته، والذي يجب أن يعلن النتيجة، لا يزال غامضًا في مواقفه بصورة مثيرة للقلق. ومن المحتمل أنه قد يلجأ إلى نوع من الحيل الإجرائية للحفاظ على آمال ترامب. وهذا من شأنه أن يطيل أمد الأزمة، رغم أنه لا مسار قانونيا أو دستوريا واضحا أمام ترامب يخوله لقلب النتيجة.

لكنَّ ثمة احتمالا آخر مقلقا يكمُن في الاقتراح الذي قدمه بعض الموالين لترامب -بما في ذلك مايكل فلين مستشاره السابق للأمن القومي- بأن على الرئيس إعلان الأحكام العرفية (حالة الطوارئ). ورداً على مثل هذه التهديدات، وقع كل وزير دفاع سابق على قيد الحياة على رسالة مشتركة تقول إن وقت التشكيك في النتائج قد ولى وأن الجيش الأمريكي يجب ألا يلعب أي دور في تغيير النتيجة.

وهذه الرسالة مطمئنة ومثيرة للقلق في الآن ذاته، فرغم أنها بمثابة استعراض للوحدة بين الحزبين -خاصة وأن الرسالة موقعة من قبل الجمهوريين المشهورين من الصقور مثل ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، إلا أنه يعكس مدى القلق لدى شخصيات رفيعة المستوى -مثل وزراء الدفاع- الأمر الذي دفعهم إلى إعلان مواقفهم صراحة في بيان مشترك، ومن الواضح أنه يثير التساؤل حول ما يحدث فعليا من خلف الكواليس.

وبحسب الصحيفة، فإن من المفزع كذلك احتمال أن يتبنى ترامب نوعًا من الأزمات العسكرية الخارجية، في محاولة لخلق حالة طوارئ قد تسمح له بتأخير أو منع تسليم السلطة. فقد زادت إيران قبل يومين من تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% واحتجزت ناقلة ترفع علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج؛ مما أدى إلى توترات مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، من غير المرجح أن تؤدي حالة الطوارئ في السياسة الخارجية إلى إعاقة العملية الديمقراطية كما يأمل ترامب.

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها، قائلة إن ثمة مخاوف من تنفيذ "محاولة انقلاب غير معلن" وهو أمر غير معتاد في السياسة الأمريكية، إلا أن ذلك "من المؤكد سيفشل". وبينت الصحيفة أن الأسبوعين المقبلين سيختبران بشدة قوة المؤسسات الأمريكية وشجاعة مسؤوليها الحكوميين في مواجهة مساعي ترامب اليائسة.

تعليق عبر الفيس بوك