تأكيدات على ما تواجهه "رؤية عمان 2040" من تحديات

"استوديو الرؤية": 2021 عام مفعم بالآمال رغم الأزمات.. ولن نتجاوز الأزمة دون تضافر الجهود

 

 

الرؤية- مريم البادية

استهل برنامج استوديو الرؤية العام الجديد بحلقة مميزة بعنوان "2021.. تطلعات وآفاق إيجابية"، حلَّ فيها كلٌ من الدكتور عبدالله بن صالح بن عبدالله باعبود الأستاد الزائر بجامعة واسيدا في طوكيو باليابان، والدكتور حميد بن فاضل الشبلي الكاتب والباحث في العلوم الاجتماعية.

وناقشت الحلقة التطلعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في العام الجديد، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم من حولنا، والسلطنة على حدٍ سواء. وتطرق المشاركان في الحلقة إلى استعراض لما سيشهده عام 2021 من متغيرات اقتصادية، خاصة في ظل بدء تطبيق الرؤية المُستقبلية "عُمان 2040"، وكذلك خطة التنمية الخمسية العاشرة، علاوة على الميزانية العامة للدولة للسنة المالية الحالية. وأبرزت الحلقة أيضًا أدوار المؤسسات والمواطنين لتحقيق التطلعات المستقبلية والآفاق التنموية المأمولة.

وقال الدكتور باعبود إنَّ 2020 كان عاما غريبا واستثنائيا بكل المقاييس، فشهد العالم الكثير من الأحداث، فعلى المستوى الداخلي فقدنا قائد نهضتنا السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي قاد هذه الدولة خلال 50 سنة تقريباً، واستطاع أن يبني بحكمته ورؤيته وتعاون الجميع عُمان الحديثة، وحظينا بقائد فذ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-. وأضاف أن هذا التغيير كان له الأثر الكبير على المجتمع العماني، مشيراً إلى أنَّ كل هذه المُتغيرات تزامنت في وضع استثنائي يمر به العالم وهو جائحة كورونا وتبعاتها، حيث أثرت كثيرًا على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، وفي وقت كانت فيه البلد تمر بتغيرات في القيادة، وانخفاض لأسعار النفط، فنحن نعيش اليوم سرديات هذه الأحداث وآثارها.

وتابع باعبود: "في الجانب المحلي لا يخفى على أحد أن الاقتصاد العماني يمر بمرحلة صعبة جدًا، فهناك تراكمات سابقة للديون والقروض، كما تأثر كثيرا بالآثار الاقتصادية للجائحة وكذلك بانخفاض أسعار النفط وتراجع نمو التجارة العالمية. في ذات الوقت لا نستبعد أن السلطان هيثم ورث القيادة في أحلك الظروف، لذا كان لابد من اتخاذ بعض الإجراءات السريعة والقوية، وكذلك إصلاح الهيكل الإداري للدولة".

ومضى قائلاً إنَّ كل هذه الظروف تجمعت في وقت أصبح، وبات هناك الكثير من الباحثين عن عمل، مع استمرار تزايد أعداد مخرجات التعليم سنوياً، وفي الجانب الآخر يجري تقليص عدد موظفي القطاع العام، الأمر الذي قد يؤدي إلى تبعات اجتماعية. وأوضح أنَّ القطاع الخاص تأثر بجائحة كورونا؛ حيث تعرضت بعض الشركات للإغلاق، وأخرى قلصت أعداد العاملين فيها، لافتاً إلى أن كل ذلك تراكم على المواطن في غضون وقت قصير، ما تسبب في تداعيات اقتصادية واجتماعية أيضاً. وحثَّ باعبود على ضرورة تبني رؤية واضحة المعالم لتوصيل الرسالة إلى المواطن بأن هذا البلد كغيره من بلدان العالم، يُعاني ويتأثر بالمتغيرات المحيطة والخارجية، فلا توجد دولة في العالم لا تواجه تحديات، مشيرا في الوقت نفسه إلى دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي في هذا الجانب.

وعرج باعبود للحديث عن رؤية "عمان 2040"، مؤكدا أنَّ أبرز ما يميزها أن عملية إعدادها وقتذاك جرت تحت إشراف صاحب الجلالة السلطان هيثم، وهذا يمنحها قوة أكبر في آليات تطبيقها. غير أنَّه أشار إلى أنَّ توقيت تطبيقها يتزامن مع مرحلة صعبة، ومن ثم فإنَّ تحقيقها سيُواجه بعض التحديات، خاصة وأنها رؤية طويلة المدى، معرباً عن أمله في أن تحقق أهدافها بتضافر جميع الجهود. وقال إن تطبيق الرؤية يعتمد في الأساس على المواطن، فلا يُمكن أن ينجح أي اقتصاد دون البشر، لافتاً إلى أنَّ الرؤية واضحة على مستوى القيادات، لكنها ليست واضحة على مستوى بعض المسؤولين، إذ ما زال لدى البعض اعتقاد بأننا دولة نفطية، وأن عودة ارتفاع النفط للارتفاع سيُنهي كل المشاكل الاقتصادية، لذا نحن بحاجة إلى الإيمان بأنَّ النفط سينتهي ويجب التوجه إلى البدائل الأخرى.

ومن جهته، قال الشبلي إن الرسالة التي نبثها اليوم إلى المجتمع تتمثل في كيفية تجاوز هذه المحنة من خلال تعاون الجميع، مشيراً إلى أنه من الناحية التربوية يعمل الكثير من الكوادر وفق رؤية واضحة المعالم، يتشارك من خلالها الأفكار والرؤى مع المجتمع، من أجل التوصل إلى مقترحات وحلول لمآلات الأوضاع الراهنة، خاصة في ظل جائحة كورونا.

يُشار إلى أنَّ "استوديو الرؤية" يُبث مباشرة عبر تطبيق "زووم" للاتصال المرئي، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي لجريدة الرؤية (فيسبوك- تويتر- يوتيوب) في الساعة السادسة من مساء كل أحد، ولمدة ساعة كاملة.

تعليق عبر الفيس بوك