السياحة المسؤولة واحترام خصوصية السائح

 

 

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

 

‏كما هو معلوم لدينا أنَّ السياحة المسؤولة هي الاستخدام الأمثل للسياحة لتحقيق التنمية المستدامة واستفادة السكان المحليين منها وذلك أيضاً حسب ما ذُكِر في القانون الدولي لأخلاقيات السياحة- الصادر من منظمة السياحة العالمية - والذي يوصي( بتشجيع السياحة المسؤولة والمستدامة والمتاحة للجميع).

‏وتحميل المسؤولية على المجتمع والعاملين في القطاع وتحقيق التوازن والذي من أهدافه إيجاد سياحة مسؤولة في المناطق والوجهات السياحية بالسلطنة.

وخلال عام 2020م وبسبب القيود التي فُرضت على السفر انتعش قطاع السياحة الداخلية بالسلطنة وخاصة الرحلات البرية والبحرية والجبلية تجاه العديد من المواقع والمناطق والولايات ذات المنتج السياحي الجذاب وأدى إلى حركة سياحية وتجارية نشطة استفاد منها البعض اقتصادياً خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تحيط بتلك المواقع.

 

‏وكان لرحلات الهواء الطلق النصيب الأكبر من هذه الانطلاقة السياحية لكون عُمان تمتلك إمكانات سياحية كبيرة جداً، لديها القدرة على احتضان السياحة المسؤولة.

وحسب السياحة المسؤولة فإنَّ هناك ربط ما بين الإنسان والمكان، ومنذ سنوات عديدة تبنت بعض الدول خاصة التي ترفد قطاع السياحة بالسياح وعلى الأخص الدول الغربية حملات دولية تعمل على دعم المناطق التي كانت ولازالت تستضيفهم وهي وسيلة صادقة للتعبير عن مشاعرهم تجاه الأماكن وأهلها وقد لاقت الحملة استحسان تلك الدول ودأبت المجموعات السياحية على تبنيها لعدة سنوات وكان السبب الأساسي هو التعبير عن الشكر والامتنان للمضيف.

إلا أنَّ هناك بعض المواقف التي تتناقض مع عاداتنا وتقاليدنا والتي تمر بها السياحة الداخلية في السلطنة حيث لوحظ وبنسبة نادرة انتهاك وتعدٍ صارخ ‏لخصوصية السائح سواء كان فرداً أو مجموعات من المواطنين أو الوافدين.

 

‏إذا من خلال الالتقاء مع بعض الأشخاص الذين عبروا عن استيائهم من انتهاك لرحلاتهم سواء أثناء التخييم أو المشي، من قبل بعض الأفراد في تلك المناطق حيث وللأسف يفرض البعض نفسه على الفرد أو المجموعة من خلال انتهاك تلك الخصوصية والجلوس في المخيم وبدون أي استئذان ومراعاة خصوصية الفرد أو المجموعة.

لقد تميَّزت عُمان عن غيرها من الدول بقدرتها على التعايش مع ضيوفها وعمان منذ العصور الموغلة جذبت إليها الناس من كافة أرجاء الدنيا.

ودائماً كان التواصل القائم على ‏‏احترام حقوق وخصوصية الضيف هو أساس هذه العلاقة وعلى الرغم من أنَّ الثقافات تتفاوت هي والمعارف والتقاليد إلا أنها محل تقدير واحترام عمان وسكانها.

وكما نتوقع أن يُعاملنا الآخرون بحسن الأخلاق يجب أن نبدي لهم نفس الأسلوب وأن نكون مُنصفين.

ولذلك هذا نداء ودعوة للمعنيين بالجهات ذات الصلة في السلطنة للقيام بحملة توعوية للمقيمين في المناطق ذات الجذب السياحي لإيضاح أهمية احترام خصوصية السائح حتى لا ينفر ولا يعود لكون تلك التصرفات حتى وإن كانت فردية ونادرة إلا أنها لا تعكس عادات وطباع الشعب العماني الأصيل المضياف.