مرَّت سنة

 

أماني المسكري

.....

على خطى سنة تدثرت بالسواد،

وشهور خبئت خبر الحداد،

وساعات كانت على أبهة الاستعداد،

وسماء تلبدت بغيم المداد.

أفاق شعب وفي أصيل على رحيل حكيم السلاطين في فجر حزين وفراق أليم رحل الأب الحكيم والسند

العظيم في نعش مهيب تلحف بعلم وطن. فكان هو العلم وكان هو الوطن.

حمله في نعشه الأخير سُلطان على أعتاب عهد جديد، ورجال أوفياء سندوا البلاد معه على درب

الرشاد، ومن خلفهم مواطنون أوفياء ما خرجوا عن طريق الحياد.

وهنا سطرت العائلة المالكة أرقى الأخلاقيات وأروع الإضاءات بسمت عريق، كلمات نطقها السيد- فهد بن محمود البوسعيدي في إجلال القائد الراحل بفتح الوصية واتباع ما خطَّ فيها. وتربع على العرش

السلطان الموصى به في رسالة خُط فيها: لما توسمنا فيه من قدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة

...فإننا نشير بأن يتولى الحكم السيد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.

وفي 23 يناير ألقى السلطان خطاب العرش الذي وعد الشعب فيه بأنه سائرٌ على خطى السلطان الراحل داعماً للسلام دافعاً للإصلاح متطلعاً لرؤية مستقبلية واعدة لعهد سعيد ونهضة متجددة. وهبت رياح البلاء

بجائحة اخلَّت بتوازن العالم:

فكان رمضان بلا تراويح

ومساجد بلا مصلين

وعيد بلا التمام وفرح

ورفعت قرارات الحظر

وأغلقت الطرقات

وسدت المطارات

وازدحمت المستشفيات

وكثرت الوفيات

هنا وقف الشعب والسلطان والحكومة والإعلام والصحة والفرق التطوعية والجهات العسكرية

بكافة فروعها حصناً حصيناً وسدًا منيعاً لترسو بنا إلى مرافئ الأمان والسلام وأبواب العافية..

 

من المندوس/

 

سنة فيها تدرجنا على سلم من الأحزان

كثير من الأمور التي غدت بالعين مشهودة

رحل قابوس من حضن الشعب في طية الأكفان

فقدنا طلته وأكثر فقدنا هيبة وجوده

فقدنا بعده اللمة ودور الأهل والجيران

بسبب شر المرض حتى بيوت الله مسدودة

فقدنا كل شيء صرنا مشاعر تقرن الجدران

من الأوضاع فرحتنا بحبل الخوف معقودة

متى ترجع ليالينا متى نرجع نجوب عُمان

وبالمسجد متى يهنأ ضمير العبد بسجوده

يارب الكون نسألك العفو واللطف والغفران

مدام النَّاس لحسابك بيوم الحشر مردودة

كلمات: تهاني السنانية

تعليق عبر الفيس بوك