العقل بين الوعي واللاوعي

مريم بنت خميس الشحية

حينما ينحصر تفكيرك في زاوية واحدة دون النظر إلى الزوايا المختلفة في هذه الحياة التي تحمل الكثير من الاختلافات الفكرية والعقلية فإن عقلك قد انتقل إلى اللاوعي الذي لا يعي ولا يستوعب الاختلافات المحيطة به .

يتحيز الإنسان أحياناً إلى رأي معين من آرائه التي يعتقد هو بأن رأيه هو الأصح حتى وإن حاولت إقناعه بشتى الطرق، ورغم الاستدلال بالمعلومات العلمية إن كان الموضوع الذي متحيزاً له موضوعا علمياً. هكذا هم صغار العقول الذين لديهم نظرة ضيقة للأمور.

أيها الإنسان الذي خلقك ربك إنساناً ذا عقل فعِل عقلك قليلاً ووسع مداركك. عار عليك أن تظلم هذا العقل البشري الذي خلقه الله لك وميزك به عن سائر المخلوقات، عار عليك أن تعطل جميع قدراته، لا تجعل عقلك يصيبه الخمول والنعاس كي لا يصاب بالاكتئاب فتكون خصمه أمام الله عزوجل يوم الحساب.

بعض المسلمين الذين يحرمون ما أحلَ الله كيفما شاءوا ألا تخشون قول الله تعالى حينما قال في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) .

هل تعي قول الله تعالى (إن الله لا يحب المعتدين) إنه اعتداء على الله ثم على نفسك وعلى الغير .

هؤلاء المتأسلمين الذي يوزعون الناس الجنة والنار وكأن مفاتيح الجنة بأيديهم، بم تشعرون؟!

أيمكنكم الإجابة على هذا السؤال الذي يدور في خلد كل إنسان يخالفكم ويشمئز من تفكيركم العفن .

ألا يكفي تشويهاً للدين الإسلامي بأساطيركم وتصرفاتكم الجاهلة التي لا تمت للإسلام بصلة وأنها خزعبلات اخترعها آباؤكم واتبعتموها أنتم .

هناك فئة تشابه فئة فاقدي العقل والذين يعيشون مرحلة اللاوعي وهم محوري المنطق، فحينما تتحدث في موضوع معين وتشرح أفكارك وتكون فكرتك واضحة وسليمة وخالية من شوائب عدم الإدراك والفهم يأتي هذا الإنسان ويمحور كل ما قلته إلى موضوع آخر لا يتصل بما تفضلت به أنت .

هذه الفئة لا أعتقد بأنها غبية من وجهة نظري، ولكن هي الفئة المريضة التي تحاول جاهدة أن تستقطب الأضواء وتظهر للناس بأنها هي الفئة العالمة والفقيهة و المحللة وكل شيء .

أعتقد أنهم بحاجة إلى علاج نفسي يزيل عن عقولهم تلك الترسبات الأفلاطونية التي يتخيلون أنفسهم بها.

في المُقابل لكل إنسان عاقل يعيش الوعي والإنسانية التي خلق من أجلها أقول: استمر في هذا الاتجاه الواعي والعقلاني ولا تدمر إنسانيتك فتكون من الخاسرين .

عندما تكون واعياً ومتصالحاً مع نفسك ومع كل ما تفعله فتأكد كل التأكيد أنك في المسار الصحيح من حياتك الواعية التي لا يستوعبها فاقدو العقل .

اعمل بما يمليه عليك عقلك في الأمور التي يبتدعها الآخرون ويتهمون الإسلام بما لا يتصف، فأنتم نبراس الحق وأنتم أصحاب القلوب الرحيمة، نعم قلوب رحيمة فمن لا يملك أدنى مقومات استخدام العقل وينجرف مع القطيع فهو لا يمكن أن يكون ذا قلب رحيم وبإمكان أصحاب الموروثات الغبية التأثير عليهم وإفقادهم للرحمة في قلوبهم .

وأخيراً أخي القارئ  أختي القارئة.. الله الله في العلم والبحث والقراءة المحايدة، ابتعد كل البعد عن الغلو في كل ما هو سيئ، لا تفقد إنسانيتك وتفقد بذلك آخرتك .

تعليق عبر الفيس بوك