2020.. عام رياضي استثنائي

 

محمد العليان

سنودع ونطوي بعد أيام قليلة سنة ميلادية استثنائية رياضية بما تحمله الكلمة، من أحداث ومواقف وأيام لن تنسى ولن ينساها التاريخ الرياضي على مستوى العالم ككل، عام 2020 رغم أرقامه الجميلة والمتميزة، إلا أنَّه تميز بكونه عاماً مختلفاً عن كل الأعوام الرياضية، ومر بحالة من عدم الإتزان وظروف مختلفة ومتعددة، لم تمر بها الرياضة من قبل، والسبب الرئيسي تفشي وانتشار فيروس كورونا الذي أصاب العالم أجمع.

وقطاع الرياضة تأثر كبقية القطاعات الأخرى من الناحية المالية والاستثمارية إلخ، وتأثر اللاعبون والأندية والاتحادات والمسابقات المحلية والدولية والجماهير، ومرت الرياضة العمانية متأثرة حالها كحال الرياضة العالمية والقارية تأثرت بانتشار الفيروس كورونا وأوقفت كل الأنشطة الرياضية وفق قرارات الاتحادات الرياضية العالمية ولجنة الصحة العالمية كاحتراز لعدم تأثر الرياضيين بانتشار الفيروس وحفاظاً على سلامتهم. ورغم كل تلك المتغيرات نجحت الأندية العمانية بالذات وبالتعاون مع اتحاد كرة القدم في إنهاء كافة إجراءات المدربين واللاعبين والأجهزه الطبية والفنية الأخرى من إنهاء إجراءاتهم وخاصة المالية ومستحقاتهم بعدما توقفت كل البطولات الكروية على مستوى العالم واتخذت أيضًا الإجراءات التنسيقية بسفرهم ومغادرتهم البلاد لعدم وجود نشاط كروي في ذلك الوقت، وهذا يحسب حقيقة للأندية واتحاد الكرة.

ومن الحالات الاستثنائية للعام الرياضي الحالي أيضاً وتأثيراته على الرياضة المحلية، مستحقات ورواتب اللاعبين المحليين والمدربين والأجهزة الإدارية والفنية الأخرى، وأصبحت الأندية بين نارين في دفع مستحقات ورواتب رغم توقف النشاط الكروي، وكيفية الإفتاء في هذه الرواتب للاعبين وما هي الآلية التي ستكون عليها تسوية هذه المستحقات من رواتب، وأصبحت الأندية في اختبار صعب واستثنائي، خاصة أن بعض اللاعبين لا يعملون وتعتبر كرة القدم مهنة ووظيفة لهم ومصدر رزق وعيش وصرف على أسرهم من الراتب الذي يتقاضونه من الأندية.

لكن معظم الأندية عالجت هذه الإشكالية بطريقتها الخاصة وبالتراضي مع اللاعبين كل وفق طريقته ومنهجه واتفاقه مع اللاعبين، وأصبحت الرياضة العُمانية في تحدٍ كبير وخاصة الأندية في لعبة كرة القدم من الناحية المالية، ومن ناحية أيضًا فتح وبدء المسابقات في الربع الأخير من العام وبشروط الفيفا واللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، بإقامة المباريات واستكمال ما تبقى لها من الموسم. واتخذ اتحاد الكرة استكمال بقية مباريات الدوري 3 مباريات وبشروط احترازية صحية وعدم دخول وحضور الجماهير للمباريات في الملاعب، حتى أنهى اتحاد الكرة موسمه الكروي بالإضافة إلى استكمال مباريات الكأس وإقامة المباراة النهائية.

ونجح اتحاد الكرة في الاختبار الصعب بالتعاون مع وزارة الصحة واللجنة العليا في انتشال الموسم الكروي مع إلغاء بطولة مازدا وفرق المراحل السنية.

إنِّه عام رياضي استثنائي مرَّ على الكرة العمانية والرياضة بصفة عامة من التحديات والمواقف والاختبارات، لكن في النهاية كسبت الرياضة العمانية التحديات الناتجة عن فيروس كورونا واجتازت المرحلة الصعبة بكل جدارة، وندعو الله أن يكون العام الجديد 2021 عام خير وصحة وعافية.