نصائح للرئيس الجديد بتبني "نهج أكثر عدوانية" تجاه القضايا الشائكة

بايدن يسعى للتخلص من "إرث ترامب" لمواجهة "كتل من المشكلات الخارجية المعقدة"

ترجمة- الرؤية

لفت تقرير نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية، أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن تنتظره "كتل من المشكلات الخارجية المعقدة"، فمع اقتراب يوم التنصيب في 20 يناير المقبل، يدنو بايدن رويدا رويدا من مواجهة إرث سلفه دونالد ترامب، خاصة أزمة فيروس كورونا والتزايد الكبير في الإصابات والوفيات اليومية بالمرض.

ومن بين المشكلات التي تنتظر بايدن، "الاختراق الهائل" والمستمر للمؤسسات الحكومية الأمريكية في ظل إلقاء اللوم على روسيا، بينما لم يحرك ترامب ساكناً تجاه ذلك، رغم التاريخ الطويل الذي يتمتع به في إنكار أو التقليل من أهمية التدخلات الروسية. إضافة إلى الملف النووي الإيراني، حيث تشير تقارير إلى أن طهران استأنفت العمل في موقع فوردو النووي. وهناك قضية معقدة تتعلق بالاتجاه الذي سيتبعه بايدن في علاقات أمريكا مع الصين بعد 4 سنوات من الاحتكاك المتصاعد بين الجانبين مع خلال عهد ترامب. علاوة على كل ذلك، يمكن إضافة قضية كوريا الشمالية، التي- على الرغم من تقلب ترامب بين التهديدات والمُغازلة- تتمتع الآن بقدرات صاروخية طويلة المدى، إضافة إلى كونها قوة نووية، وهو ما اعتبرته صحيفة "جارديان" فشلا كبيرا في سياسة الولايات المتحدة على المدى الطويل.

وترى الصحيفة أنه سيكون من الأسهل على بايدن إصلاح بعض مخلفات عهد ترامب، ليس أقلها العودة بسرعة إلى منظمة الصحة العالمية واتفاق باريس للمناخ. لكن من المُرجح أن يكون بايدن مُقيدا تجاه قضايا شائكة بسبب الضغط الساحق للاعتبارات المحلية، خاصة إذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ واستمروا في عرقلة أي قرار. لكن القضية الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي، تتمثل في كيفية الرد على روسيا إذا تم تأكيد أن أجهزتها الاستخبارية تقف وراء الاختراق الأخير.

وفي أعقاب اختراق نظام "سولار ويندز SolarWinds"، أشار بايدن إلى أنه يفكر في استجابة "أكثر استباقية" للقرصنة الإلكترونية التي ترعاها دول. وقال بايدن في بيان "نحن بحاجة إلى تعطيل وردع خصومنا عن شن هجمات إلكترونية كبيرة في المقام الأول". وأضاف "يجب أن يعلم خصومنا أنني، كرئيس، لن أقف مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات الإلكترونية على أمتنا".

وفي بعض النواحي، قد يوفر الاختراق، إذا ما اتهمت روسيا رسميًا به، فرصة لبايدن ليس فقط لرسم خط واضح إزاء علاقة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن أيضًا للحصول على رد أكثر قوة مما قام به باراك أوباما بعد التدخل الروسي في انتخابات 2016.

أما الملف الإيراني فهو أكثر تعقيدًا، ففي حين أشارت طهران إلى أنها حريصة على استئناف المحادثات سريعاً مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي، وظفت أيضًا انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لترتيب أوراقها التفاوضية مرة أخرى فيما يتعلق بمخزونات المواد النووية والاضطلاع بأعمال جديدة، كما تقول.

وسيواجه بايدن نفس الضغط من إسرائيل والجمهوريين داخل الكونجرس الذين يعارضون الاتفاق النووي الإيراني، والذين سيواصلون تصميمهم على تقويض أي نسخة جديدة من الاتفاق.

وكل هذا يطرح سؤالًا عن الكيفية التي سيدير ​​بها بايدن سياسته الخارجية في مواجهة العديد من التحديات.

وأوضحت الصحيفة أن نزعة بايدن للسياسة الخارجية التكنوقراطية المُدارة بشكل جيد، موجهة بشكل كبير نحو المؤسسات الديمقراطية والتحالفات طويلة الأمد. لكن كما كتب توماس رايت، الزميل البارز في مشروع النظام الدولي والاستراتيجية في معهد بروكينجز، في ورقة بحثية في نوفمبر الماضي، فإنَّ اللحظة الحالية قد تتطلب "نهجًا أكثر عدوانية ليس أقلها بشأن الصين". وأشار إلى أن بايدن عبر عن ضيقه أحيانًا من نهج أوباما الأكثر حذراً.

وعانت أمريكا من الانعزالية والانسحاب من العالم خلال سنوات ترامب، مقارنة بما كان سائدا خلال عهد سلفه، ليس أقلها إحجام أوباما عن تورط إضافي في سوريا. ومن الواضح أن بايدن يثق في العديد من كبار مسؤولي أوباما ويفخر بسجل إدارته، لكن في الوقت نفسه، كان يشعر بالاستياء من حذر أوباما المتزايد.

ويرى رايت فرصة في السياسة المتعلقة بالصين إذا اختار بايدن نهجًا أكثر صرامة من أوباما، الذي عمل كنائب للرئيس تحت قيادته. وأضاف رايت: "يجب أن يستخدم بايدن المنافسة مع الصين كجسر للجمهوريين في مجلس الشيوخ. قد تكون غريزتهم معرقلة، لا سيما لأن ترامب يضغط عليهم حتى لا يعترفوا بفوز بايدن، لكن العديد منهم يعلمون أيضًا أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل أربع سنوات من الجمود التشريعي إذا أرادت التنافس مع الصين".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة