سُعاد بنت سرور البلوشية
إنَّ ترسيخ ثقافة الابتكار بين مختلف أفراد المجتمع حالها حال مختلف الثقافات العلمية أو الاقتصادية أو السياسية وغيرها، التي تمثل أحد أبرز أولويات الحكومة على مختلف أصعدتها، للاستفادة من العلم والمعرفة في تعزيز المجتمع بكفاءات قادرة على التفكير خارج الصندوق، والإتيان بحلول ابتكارية وذكية للتَّحديات التي تُواجه الحياة العامة وعلى تنوع مجالاتها، فالابتكار صفة عامة يتفاوت في قدراتها الأفراد على مختلف سنوات عمرهم.
وبما أن المنظور العام للابتكار يقوم على التحسين الجوهري وتطوير المنتج أو الخدمة أو السلعة، من خلال عدة مراحل وتجارب أهمها النمذجة أو تقديم شكل أولي للابتكار بالتصنيع، ويساعد على التقييم ودراسة إمكانية تقدير الاستفادة المرجوة في الجودة والكفاءة، فإن الحاجة تغدو ماسة إلى تقنيات متقدمة تشجع الشباب على ريادة الأعمال المبتكرة.
ونظراً لتفاوت ثقافة الابتكار في كل مكان فإنَّ نتيجة مخرجات جهود الابتكار أيضاً مختلفة، وعليه فإننا بحاجة إلى إيلاء توجيهات الحكومة بهذا الجانب المزيد من العناية والاهتمام والتشجيع، كما نحتاج لوقفة حقيقية يتم من خلالها إعادة صياغة الخطط والاستراتيجيات الحالية المتعلقة بالابتكار وسياسته، وبما يتوافق مع التطلعات المرجوة من الابتكار وعلى رأسها الحصول على براءات اختراع، من خلال الاستثمار الجاد والفعلي في الباحثين والمبتكرين والمطورين.
وإذ يشكل توفير الدعم المالي للابتكار أحد أبرز تحدياتنا، فإنَّ التفكير غير المألوف وبطريقة مختلفة عن الآخرين، يحتاج لمقومات وعوامل محفزة تساعد على إظهاره، مع مساحة من التمكين في إخراج المهارات والإمكانات الأفضل لدى المبتكرين، وهناك الكثير من المبادرات التي تم تقديمها ولم ترَ النور، إلا أننا ووفقاً للحاجة المستقبلية للابتكار، فإنَّ منظومة الابتكار التي نتحدث عنها بين الحين والآخر في الوقت الحالي، والتي وجدت من أجل تسهيل عمل المبتكرين ينبغي أن تسلط الضوء على مسألة الحافز للإنتاج.
إنَّ تكامل تعاون الجهات الحكومية بالتعاون مع القطاع الخاص، فكرة يتم العمل عليها وبكل طموح، وتحتاج لمنهجية تطبيق وأداء يستدعي جهودا مختلفة للوصول لإنجازات ذات أثر مستدام وفاعل على مسيرة التنمية التي نعمل من أجلها، فدعوة وحث القطاع الخاص إلى توفير فرص التعليم والتدريب من أجل بناء قدرات الكوادر الوطنية العُمانية على الابتكار، بوجود آليات وتعاميم واضحة لهو أمر فوائده عظيمة على المدى القريب والبعيد.
