د. خالد بن عبد الوهاب البلوشي
على مر الزمان تفننت الحضارات البشرية في بناء صروح ومعالم كان الهدف منها إبراز إبداعاتها المعمارية والفنية فكانت أحيانًا تعكس رمزًا للانتصار كقوس النصر في باريس أو رمزاً للوفاء كتاج محل.
ومع مرور الوقت وتعاقب الحضارات أصبح البعض منها يطلق عليه أيقونة والتي تطورت وأصبحت تلعب دورا بارزا في الجانب السياحي فأصبح للبعض منها سواء كانت حديثة أو قديمة مكانة تاريخية مثل المساجد والمعابد والقلاع.
وأصبحت ترمز إلى تلك الدولة عند ترويجها عالميا من خلال النظرة الأولى وتبوء البعض منها الصدارة مثل أهرامات الجيزة بمصر وبرج إيفل في فرنسا وسور الصين العظيم بالصين وساعة بيج بن في بريطانيا وطواحين الهواء بهولندا.
ومعظم تلك الصروح والمعالم لها بُعد تاريخي وثقافي ومعماري مميز حيث احتضنتها عواصم تلك الدول مما جعل من الوصول إليها وترويجها أمراً سهلا وهيناً.
ولدينا في عمان بعض المعالم التي تحتاج أن يتم إعدادها وتجهيزها واختيار (واحدة بلا منافس) منها لتكون أيقونة سياحية ومعلماً يجذب السياح وتصبح نقطة أساسية في أي برنامج سياحي ومنها على سبيل المثال:
١-جامع السلطان قابوس الأكبر
٢-دار الأوبرا السلطانية ذات المعمار الهندسي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة
٣-موقع خط عبور مدار السرطان بولاية العامرات بمحافظة مسقط
٤- نيابة رأس الحد بجنوب الشرقية لكونها أول بقعة تشرق عليها الشمس بالشرق الأوسط
٥-البحيرات الوردية في الجازر وهي من أندر ٩ بحيرات في العالم
٥-كهف مجلس الجن ثاني أكبر كهف في العالم
بعض تلك المعالم هو طبيعي ولم تدخل اليد البشرية فيه والبعض من صنع الإنسان مثل الجامع الأكبر ودار الأوبرا إلا أن ذلك لا يمنعنا من النظر في بناء أيقونة مميزة هندسيا ومعماريا ذات موقع سهل الوصول إليه ودعمها إعلاميا لتصبح الأيقونة السياحية الأساسية لكافة المعالم بالسلطنة ويتم الترويج والتسويق لها أثناء المعارض والمؤتمرات السياحية محلياً وإقليمياً ودولياً.
هناك العديد من الأفكار والفرص التي نرى أهمية طرحها ومشاركة الرأي العام بها حيث يُكمل المواطنين مع المؤسسات العامة والخاصة بعضهم البعض ومساندة الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة التراث والسياحة في الأفكار والمقترحات.
إن العائد الاقتصادي المتوقع من هذه المشاريع يعد مرتفعاً جدًا حيث ينال اهتمام أي سائح والمعلوم أن العديد منهم يشد الرحال لزيارة تلك المعالم خصيصاً والبقاء لأيام بتلك الدولة.
فعند النظر في مشروع إنشاء تلك الأيقونة يجب مراعاة توفير أنشطة ومراكز تجارية محيطة بالموقع والتي تعمل على خلق أنشطة مجتمعية بالمحيط الخاص بالأيقونة.
إذ ليس من الضروري أن تكون تلك المعالم أو الأيقونات بالعاصمة بل من الجميل أن يكون لدى ١١ محافظة والـ ٦١ ولاية نفس الهدف تعزيزا لدورها في دعم السياحة المحلية وجذب السياح من خارج السلطنة.