ترجمة - الرؤية
كشفتْ بياناتٌ حديثةٌ صادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، أنَّ 200 مستشفى على الأقل وصلت لكامل طاقتها الأسبوع الماضي، وأن المرضى شغلوا أكثر من 90% من أسرة العناية المركزة في ثلث تلك المستشفيات، واحتل مرضى فيروس كورونا 46% من جميع أسرة العناية المركزة، ارتفاعًا من 37% في الأسبوع الأول من نوفمبر، حسبما نشرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية.
وبلغ عدد من يدخلون المستشفيات في الولايات المتحدة رقمًا قياسيًّا عند 107248 يوم الخميس الماضي، وفقًا لمشروع "تتبع كوفيد". ويقول الأطباء إن الأرقام ستزداد سوءًا؛ حيث أدت الزيادة المتوقعة بعد "عيد الشكر" إلى انتشار العدوى وتسجيل الأرقام القياسية في المستشفيات والوفيات.
وقال الدكتور أشيش جها عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون: "الأمور سيئة حقًا". وأضاف: "ما شهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية هو ارتفاع حاد في الإصابات. وما نعرفه- منذ بداية هذا الوباء- أن العدوى يتبعها دخول المستشفى، ثم الموت".
وفي جميع أنحاء البلاد، ينفد المزيد من المستشفيات من العاملين في مجال الرعاية الصحية أو أسرة العناية المركزة، مما يضطر بعض الأطباء إلى تحويل المرضى لخارج الولاية.
وقال جها: "التأثير ليس فقط على المصابين بفيروس كوفيد. إنه تأثير على أي شخص يحتاج إلى رعاية في المستشفى". وأضاف: "المستشفيات تنفد من الأسرة للجميع. لذا فهي مشكلة صحية عامة أوسع بكثير من مجرد مشكلة كوفيد".
وكان من المفترض أن يكون يوم الخميس الماضي يومًا مليئًا بالأمل؛ حيث أوصت لجنة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بترخيص لقاح كوفيد 19 في حالات الطوارئ. لكنه أيضًا يوم خسارة مدمرة، فقد وصلت حصيلة الوفيات في يوم واحد من كوفيد 19 إلى مستوى قياسي بلغ 3124 حالة، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز. وهذا عدد من الوفيات يفوق عدد الوفيات في هجمات 11 سبتمبر 2001. ويقول الخبراء إن عدد ضحايا الوباء سيزداد سوءًا. وسجلت أمريكا أكثر من 200 ألف إصابة جديدة يوم الخميس، مما أدى حتما إلى المزيد من حالات دخول المستشفيات والوفيات.
وقالت كاثلين سيبيليوس وزيرة الصحة السابقة: "نحن في أزمة صحية غير مسبوقة في هذا البلد... المرض في كل مكان، الغرب الأوسط والساحل الغربي والساحل الشرقي والشمال والجنوب. والعاملون في مجال الرعاية الصحية مرهقون. والمستشفيات ممتلئة بالكامل".
وقال الباحثون إن عدد الضحايا قد يصل إلى 502 ألف بحلول الأول من أبريل المقبل، لكنه سيكون أقل إذا ارتدى المزيد من الناس الكمامات. وأخبر الدكتور كريس موراي أندرسون كوبر أن مجموعة "سي.إن.إن" وجدت أن 72% من الأمريكيين يرتدون كمامات، وأن 56000 شخص فقط سيموتون إذا ارتفع استخدام الكمامات إلى 95%.
ويتنبأ النموذج الحالي وفيات أقل بنحو 37000 حالة مقارنة بالنموذج السابق، لأن أعداد حالات الاستشفاء والحالات المصابة آخذة في الاستقرار في الغرب الأوسط. وقال معهد "معهد القياسات الصحية والتقييم" في بيان صحفي إن الأمريكيين بشكل عام قلصوا سفرهم وفرضت بعض الولايات إجراءات صحية جديدة، مما أثر على مخرجات النموذج.
ومن شأن بدء توزيع اللقاح أن يساعد في خفض الأعداد، وقال الباحثون إنه يمكن إنقاذ ما بين 25200 شخص و44500 بحلول أبريل، اعتمادًا على سرعة بدء التطعيم.
وتشير توقعات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى ما مجموعه 332 ألفا إلى 362 ألف حالة وفاة بكوفيد 19 بحلول 2 يناير المقبل، وهذا التنبؤ يجمع بين نماذج تنبؤية لنحو 40 مجموعة بحثية مستقلة.