قواعد "الإغلاق الثاني" أكثر مرونة وسط تراجع لحماس الاستجابة

أوروبا تستقبل "عيد الميلاد" باحترازات ومخاوف من فقدان السيطرة على "كوفيد 19"

ترجمة - الرؤية

أجرت صحيفة "ذي إيكونوميست" تحقيقًا استقصائيًّا، حاولت من خلاله الإجابة عن سؤال جوهري: لماذا تنجح عمليات الإغلاق الثانية الأقل شدة في أوروبا؟.. موضحة أنه وبعد أقل من عام على انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، أنتج العلماء حول العالم العديد من اللقاحات التي قد توفر مناعة عالية، إلا أنَّ التطعيم الجماعي لا يزال على بُعد أشهر، وحتى ذلك الحين، يجب على الناس احتواء الفيروس عن طريق ارتداء الكمامات، وتقليل السفر وتقليل الاتصال مع الأسر الأخرى.

وقالت الصحيفة إنَّ السياسيين أصيبوا بخيبة أمل لأنهم اعتقدوا أن المواطنين سيتوقفون عن التجمعات من تلقاء أنفسهم، إلا أنَّ الحالات ارتفعت في أوروبا في أكتوبر؛ مما دفع 11 حكومة إلى إعادة فرض أوامر البقاء في المنزل، على أمل أن تؤدي عمليات الإغلاق هذه إلى تقليل العدوى إلى مستويات يمكن التحكم فيها في عيد الميلاد.. إلا أن تحقيق الصحيفة كان أكثر تشاؤما إذ أكد أنَّه وبعد ربيع قاتم، يجب أن يقلق الجميع من أن الأشخاص سيكونون أقل امتثالاً هذه المرة.

وتؤكد بيانات الهواتف الذكية من "جوجل" أن أحدث قيود أوروبا كان لها تأثير أقل على الحياة اليومية، وفي مارس، انخفض متوسط عدد الزيارات -إلى أماكن مثل محلات السوبر ماركت والمطاعم ومراكز النقل والمكاتب- إلى 35% من المستوى في يناير. وبعد الانتعاش إلى 83% بحلول وقت الإغلاق الأخير انخفض التنقل الآن إلى 68% فقط. ويمكن أن يكون سبب هذا التأثير الأصغر هو القواعد الأكثر مرونة وقلة الحماس لطاعتها.

ومع ذلك، لا تزال عمليات الإغلاق الأقل صرامة تعمل، وتنخفض تقديرات مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي لمتوسط عدد الأشخاص الجدد الذين يُصابون بالعدوى من كل شخص مصاب. وفي البلدان الأوروبية التي سنَّت عمليات الإغلاق الثانية، انخفض معدل انتشار المرض من متوسط 1.1 في الأسبوع السابق للقيود الجديدة إلى 0.9 في الأسبوع التالي. وهذا التغيير الصغير يُحدث فارقًا كبيرًا.. فعلى مدى أربعة أسابيع، قد يعني ذلك انخفاض الإصابات الجديدة بنسبة 21%، بدلاً من ارتفاعها بنسبة 36%.

وبالنسبة لـ334 سُلطة محلية في إنجلترا وويلز -على غرار المقاطعات الأمريكية- قامت الإيكونوميست أيضًا بحساب جوانب عمليات الإغلاق الأكثر أهمية، لقد جمعُوا تقديرات معدلات انتشار المرض من إمبريال كوليدج لندن مع سجلات السفر من Teralytics -وهي شركة تكنولوجيا سويسرية- وبيانات الهواتف الذكية من "جوجل"، ثم استخدموا تحليل الوساطة -وهي تقنية إحصائية- لفصل تأثيرات الأنواع المختلفة من التنقل.

فوجدتْ مجلة الإيكونوميست طريقتين يثبط فيها عمليات الإغلاق معدل انتشار المرض؛ وهما: أولاً يساعد تقليل الرحلات إلى العمل، كما هي الحال مع عدد أقل من الرحلات إلى المطاعم والحانات والمتاجر، على الرغم من أن تأثير هذه الأماكن الترفيهية قد يختلف كثيرًا.. ثانيًا: تمنع عمليات الإغلاق الناس من السفر إلى الأماكن المحلية الأخرى، ولرُبما يكون هذا هو العامل الأكثر أهمية في تقليل معدل انتشار المرض بشكل عام.

واختتمت الصحيفة بأنَّه وعندما تعيد الحكومات فتح الشركات، سيُمكنها التخفيف من الاختلاط الإضافي بين الأشخاص من خلال حثهم على البقاء في مناطقهم المحلية، وهذه هي أفضل طريقة للسيطرة على الفيروس قبل عيد الميلاد.

تعليق عبر الفيس بوك