قوسُ قُزح

خولة اللوغاني

جمالُ هذه الدنيا حين يكون كلُّ عملك شغفًا، حين تتحوَّل أحلامُك من سرابٍ بعيد المنال إلى واقِعٍ ملموس تحبُّهُ وتعيشه. جمال حياتك حين يسخر الله لك كل الأسباب لكي تُؤدّي معنى وجودك فتكون مختارًا من الله بقرارك الصحيح لإصلاح نفسك ثم إصلاح ما حولِكَ.

إنّ جمالَ هذه الدنيا لا يكونُ بالمال الذي يستطيع إسعادَكَ للحظاتٍ وجيزةٍ من عُمرك بسفرٍ قصيرٍ لأيام إلى إحدى البلدان النائية أو وسط غابات أو غيرِها.. ولكن جمال الدنيا- رغم وجودك بين الجدران- حين تنجح في جعلِهِ يفوقُ جمالَ تلك الطبيعة في الخارج.

جمالُ دنياك يكمن في تحقيق ذاتك حين ترى أن قوسَ قزحِ أحلامِكَ ألوانًا من الحياة بروحكَ المتألِّقةِ .. فتتحول من جسدٍ له كتلة وثقل إلى غيْمَةٍ خفيفة تجوب السماءَ الزرقاءَ بأحلامك القريبةِ المنال وسعيك الصادق وعدمِ التوقف.

قوسُ قزحِ حياتكَ واقعٌ جميل طال انتظارُ ظهورِه... بل هو لحنُكَ الصافي الذي يبعث في روحك استرخاءَها المنشودَ..ويبثُّ فيها روحَ الحياةِ .. فتعود براعمُك للانبثاقِ من جديد وترى خضرتَها النورَ أخيرًا؛ وذلك يتحقق حين تتصالح مع هذه الذاتِ الكامنةِ في جنباتكَ .. تصفو سماؤك، كأنها تختار لنفسها ما يليق بقوس قزحها المرموق .. فقوس قزح أحلامك لا يليق به التشويش.. وهو لا يظهر إلا إن سطعت شمسُكَ بعد أمطار الأمس، واخترت له ما يهيئ أسبابَ الظهور للحياة!!

أخا الروح: أنت حقاً ساطعٌ كسطوع ذلك النجم الذي أصرَّ أن يلمع رغم الظلمة من حولِه بقرارٍ صغيرٍ منه .. بل وتجاوز ذلك ليتحول إلى هذه الألوان مزيّنًا هذه الدنيا .. فأنت لك خيار ما تريد أن تكون عليه في قادمِك القريب، بروحك المتلهفة لظهور تلك الألوان الزاهية في حياتك، ولا يكون باِلتفات المبالي لتلك الظلمةِ من حولك.

إنَّ ظهورك اللائق بك يكون (بقرارٍ صغيرٍ) منك أن تبدأ أخيرًا بتميُّز.. لأن سطوعك مرهون به؛ لا بامتثالك تلك الأنماط بشكلها المُعتاد كثيرِ الأشباهِ، بل بخلقك لتألّقِهِ بين كل من عشقوا نمطيَّتهم الباهتة.. وحينها يتحول تلبُّد هذه السماء إلى قوس قزحٍ مليءٍ بالألوان، لا يراك الناظر إلا وأنت الملهمُ له ليسطعَ هوَ الآخر من عمقِ روحِه!!

هو اختيارٌ صغيرٌ منك أن تبدأ بالظهور أخيرًا ببهجةِ ألوانكَ .. تمامًا كـ(قوسِ قزَح)!

تعليق عبر الفيس بوك