أشتاق

 

وداد الإسطنبولي

أشتاق إلى شعوري المجنون، وأفقد حواسي عندما أذكر التفاصيل برمتها.. وتعتريني نوبة  من الضحك الباكي؛ فهذا الإحساس اشتياق تملك نفسي وأنا أعي معنى الاشتياق وما يترتب عليه.

فالنفس تبكي هذا الإحساس القاتل، الذي غوته ملاذ الدنيا.. والعين تفقد بريقها لأنها لم تجد ثمن حرارة ما أحرقته سواقي الخدود، والأذن أرهفها الكلام فكان حظها استرخاء عن كل الأحاديث، فقد أفسد فقيدها كل أصوات العبور.

لم يحظَ الفم بكل الحظوظ فعسل الحديث تناثر بين جنباته فلم يجد الصدق مسعاه فخاب مسلكه بين الحقيقة والسراب وتثبت بالظنون.

الروح أعياها الشعور والأنامل والجسد، وكل ما تحتويه النفس رهيناً بهذا الشعور الجميل كالحلم ولا أريده إلا كذلك، فالأحلام تطربنا لأننا نخفي ما يجتاح شعورنا في فوهة الأحلام. ونحن نحنُّ إلى الواقع منه إلى الحلم.. فيا إحساسًا تملك أسطري.. فأنت فجيعتي في موتي في فقد نفسي من نفسي. فقد سلبت مني كل الجماليات فأكرم عزيز قوم ذل لغرائزه شعوري هذا المستبد، الذي يتأرجح الآن بالارتياح وراحة البال.

فيلملم شتاته ويرتبها ويستجمع قواه، فبعض التجارب تأخذ منِّا كل مأخذ.. ولكنها تعلمنا أين نقف، ومتى نستجمع قوانا.

فأيُّها الشعور إن كنت تعيش بين أسطري وتملكها فلا ترحل بعيدًا عني، وقد أسقيتني نبيذا من كأسك.. كن قريباً كالأرواح التي تتطاير بعيدة عن واقعي فقربك القريب البعيد يشعرني بالارتياح.

فأنا هنا أتخبط بين جنبات فكري المُشتتة، وأحاسيسي الشاردة، فقد أصبحت لا شيء، وأنت لا تعلم، فقد سال قلمي ونزف آخر ما تبقى له من رمق.. عيّا على حزني واستصعب آلامي، فأنت يا شعوري غطاء قدري وسري بعد الرب حافظه.

تعليق عبر الفيس بوك