مبادرة العناقيد السياحية لدعم السياحة

 

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

يتكرر الحديث دائماً حول دور السياحة في خلق فرص اقتصادية واجتماعية متنوعة والآن بعد أن تمَّ تحديث دور المحافظات والولايات بالسلطنة من خلال آلية مهام مبنية على الأداء العام للمحافظة والفرعي للولاية.

تظهر بعض الفرص ومنها مبادرة العناقيد السياحية وهي بكل بساطة نظرية تقوم على خلق قنوات تواصل محلية فيما بين موردي الخدمات السياحية خاصة على صعيد الولايات، تلك النظرية ليست وليدة اليوم ‏بل ذكرها كاتب أمريكي اسمه مارشل عام 1890 والتي تبني عملها على تواصل أصحاب الخدمات في المحيط الواحد والولاية الواحدة لدعم بعضهم البعض ثم ذكرها أيضاً الأكاديمي والخبير الأمريكى المرموق مايكل بورتر في كتابه الميزة التنافسية للأمم عام 1990 حيث قال (إن هذه العناقيد هي تجمعات ‏جغرافية من الشركات المترابطة مثل الموردين المختصين ومقدمي الخدمات والمؤسسات المصاحبة لها) وذكر أن تلك العناقيد تستطيع ‏زيادة الإنتاجية والإبداع وخلق أعمال جديدة.

عند تطبيق تلك النظرية على الولايات ذات الطابع السياحي من المتوقع أن يعمل ذلك على خلق تحالفات سياحية محلية فيما بينها وعلى الجهات الرسمية الحكومية والأهلية دعم تلك التحالفات للعمل على رفع مستواها وتحفيز المنافسة المحلية وإزالة الإجراءات والقوانين المحبطة والمعقدة إن وجدت.

 عندما ذكر بورتر نظرية العناقيد التي كانت مبنية عند نشأتها على الجانب الصناعي فقط لم يتطرق إلى الجانب السياحي ولكن تبين لاحقاً قدرة واستطاعة القطاع السياحي تطبيق نفس النظرية كنموذج جديد لدعم وتنشيط التنافسية السياحية فيما بين المحافظات والولايات.

تعد الولايات أفضل بيئة مؤهلة لهذه المبادرة أو النظرية لسهولة تعزيز سلسلة القيمة المضافة فيما بين الشركات وأيضاً الولاية.

كما ستلعب دورا هاما في الاعتماد على المورد المحلي بدلاً من استيراد الخدمة من خارج نطاق الولاية ومع الوقت ستحقق تلك التعاملات نمواً اقتصادياً محلياً والتي في الأساس ستصب في صالح السائح الذي سيتمتع بتواجد كافة الخدمات محلياً.

وعليه نقترح ‏أن تتولى كل محافظة وولاية خلق ما يسمى بجاذبية المحافظة أو الولاية سياحياً.

كما ستلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشتى أنواعها دورا هاما وحيويا في إنجاح تلك المبادرة لكونهم محرك اقتصادي هام وسريع مع التأكيد على أهمية مشاركة الباحثين الأكاديمين واقتراح نموذج يتناسب مع وضع كل محافظة وولاية عند تطبيق المبادرة.

من المُمكن البدء واختيار إحدى الولايات كنموذج وعند نجاح الفكرة تطبق لاحقاً على أي ولاية تبدي رغبتها في تطبيق المبادرة.

إن تنويع مصادر الدخل والاعتماد على السياحة كأحد تلك المصادر أصبح ضرورة حتمية في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية التي يمر بها العالم حاليًا.