المواسم الزراعية والبحرية كمهرجانات سياحية

 

د. خالد عبدالوهاب البلوشي

 

‏تلعب الجوانب الاجتماعية دورًا هاماً لا يقل شأناً عن دور الجوانب الاقتصادية وحتى نُعادل فيما بينهما يجب أن نعمل على البحث عن كل ما يُعزز من تكاملهما معاً، وتكوين قاعدة مشتركة تهدف إلى التنمية السياحية المرتقبة.

فقد حبا الله عُمان ‏بتنوع بيئي ومناخي وجغرافي ليس له مثيل في أرجاء المنطقة، وهناك فرص موجودة تحت أعيننا ما علينا إلا إعداد خطط لتحويلها إلى فرص سياحية ذات عائد اقتصادي.

واستطاعت العديد من دول العالم أن توظف وتحول بعض المواسم الزراعية إلى مهرجانات وكرنڤالات تجذب إليها السياح من كافة بقاع العالم؛ ومنها مهرجان الطماطم في إسبانيا ومهرجان التمور في بريدة بالسعودية ومهرجان الفواكه بالغردقة وطبرجل بالسعودية والورد بهولندا والبرتقال في إيطاليا والمانجو في الهند وغيرها من المهرجانات الشبيهة.

ولدينا في عُمان منتجات زراعية لديها سمعة محلية وإقليمية منها زهور وورود الجبل الإخضر وكافة المنتجات الزراعية بالجبل الأخضر من الفواكه مثل الرمان وغيرها. إذاً لماذا لا نبدأ في إعداد مهرجان للفافاي والنارجيل والموز في صلالة.

وأهم مهرجان هو مهرجان جني محصول اللبان في ربوع مُحافظة ظفار، ويتم ربط هذا المهرجان بتاريخ اللبان وكيف وصل إلى معابد الملكة الفرعونية حتشبسوت. وتتولى الفنادق إحياء تلك المهرجانات داخل أروقتها وتعد برامج لها تعمل على جذب السياح.

ثم مواسم الرطب والتمور وزيارة إلى مزارع مشروع المليون نخلة ومعامل ومختبرات المشروع.

أما المهرجانات البحرية فمنها مهرجان صيد السردين في ربوع السلطنة وعلى أن تعمل الفنادق على نفس الوتيرة  ويشارك البعض منهم إذا رغب في الصيد، ويأتي مهرجان صيد الصفيلح المشهور وهو من أغلى أنواع الأصداف الرخوية (abalone) والذي يصدر لكافه بقاع العالم لندرته على رأس المهرجانات البحرية.

ثم هناك فرص لمهرجانات أخرى مثل مهرجان الحلوى العمانية والعسل العماني المميز.

نحن لا ندعو هنا إلى معارض بل احتفالات وكرنڤالات تقام فيها المسيرات في الشوارع ووسط المدن ويدعمها الإعلام المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة.

وأود أن أشير هنا إلى إحدى الدول التي اعتمدت مهرجاناً غريباً جداً كمهرجان رسمي لديها وهو مهرجان الماء في تايلند. والذي يتم الإعداد والترويج له وعمل رحلات سياحية إلى تايلند فقط حتى ينثر السياح الماء على بعضهم البعض وتمتلئ الفنادق عن بكرة أبيها.

ومرة أخرى يجب أن تتحد وتتضافر جهود المحافظات والولايات ووزارة التراث والسياحة مع وزارة الزراعة والثروة السمكية وعمل أجندة لتلك الفعاليات وخلق فرص للإنعاش الاقتصادي المجتمعي ودعم السياحة العمانية.